“بمناسبة ضم الأهوار للتراث العالمي”
هنا في جنوب العراق كانت فيه منطقة تسمى الأهوار، تعج بكل صور الحياة الخلابة، حيث يسمعك الفرات خريره بعدما اتعبته رحلته الطويلة من منابعه قاطعا الفيافي والقفار، ليشكل أوسع المسطحات المائية في العالم، ويحرك نسيم الصبا عيدان القصب والبردي فيطرب بحفيفه الصيادين، فتاتيهم الأسماك على شكل زرافات وتحلق اسراب اللقالق في السماء. و تبني طيور السنونو بيوتها بكل صمت، دون ان يثير فضولها صوت القرانيق أو تغريد العصافير وانواع الطيور المهاجرة الاخرى التي يصعب عدها.
هنا في الاهوار عندما كانت الطبيعة تعزف ملحمة الخلود لكلكامش ، قبل أن يعكر صفوها أزيز الطائرات أو قذائف المدافع التي انهالت على أهلها من قبل هدام العراق، حيث أعدم الحياة بمنطقة تشكل خمس مساحة العراق، أو ما يعادل 100 الف كيلومتر مربع.
هنا اﻻهوار عندما كان نوح عليه السلام يبني سفينته من قصب اﻻهوار لينجوا بها مع المؤمنين من الطوفان، وعندما كان إبراهيم الخليل عليه السلام يدعو للحنفية وترك عبد الملوك.
هنا اﻻهوار عندما كانت تحتضن ويلف برديها كل المعارضين للسلطات الغاشمة، قبل أن يهجرها (( المجاهدون )) ويسكنوا القصور الفارهة، و يتنعموا بامتيازات السلطة وتصبح ماضي يستعارون منه.