23 ديسمبر، 2024 6:54 ص

هناك ما هو اخطر من تراجع اسعار النفط

هناك ما هو اخطر من تراجع اسعار النفط

بعد تدني اسعار النفط بهذة الدرجة المفاجئة يعني لم يعد ينفع ايران تصدير نفطها عبر الموانئ الايرانية او تهريبه عبر الموانئ العراقية ولم يعد ينفع تقاسم العوائد النفطية مع العراق في سد العجز الهائل في الميزانية الايرانية، فضلا عن قرار تقليص مدة شراء الغاز من ايران .. ماذا بقي لايران في حلبها للعراق غير مزاد العملة في البنك المركزي الذي يتم شراء الدولار بالدينار العراقي لكي يتم تهريبه الى ايران .. بمعنى الى متى يمكن ان تصمد عملية السرقات هذة وليس هناك دخل للعراق من العملة الصعبة غير بيع النفط التي تدنت أسعاره بحيث اصبح لا يغطي تكاليف اخراجه وتسديد مستحقات شركات التراخيص ومع ذلك هناك اخطر من تراجع اسعار النفط وهي التفنن في السرقات التي يقوم بها ذيول ايران من الاحزاب السياسية والميليشيات المتنفذة منذ تولي نوري المالكي رئاسة مجلس الوزراء ولحد الان حيث هناك وزارات لها عوائد مالية كبيرة وهي تحت هيمنة تلك الاحزاب المتنفذة مثل وزارة النفط وزوارة النقل والمواصلات ووزارة التجارة ووزارة الكهرباء ووزارة الصحة وغيرها من الوزارات ذات الدخل الكبير او التخصيصات المالية العالية، تلك الوزارات لا تقوم بتقدم جداول موازناتها الحقيقية اخر العام الى وزارة المالية وانما تقدم مستندات صرفياتها بشكل غير دقيق وتدعي نفاذ اغلب التخصيصات المثبتة في ميزانية السنة الماضية اما على شكل مشاريع او خدمات وتطالب بتخصيصات اعلى في الميزانية الجديدة وعند زيادة ميزانيتها يصبح لديها فائض من ميزانية العام الماضي الغير مصرح بة الى وزارة المالية مضاف الية الزيادة في الميزانية الجديدة ناهيك عن الكومشنات والعقود الوهمية حيث تكون تلك الاموال من حصة الاحزاب والكتل السياسية حسب محصول كل وزارة ومنها ما يذهب لجيوب اللصوص ومنها ما يذهب الى قادة الحشد الشعبي خارج تخصيصات الحشد ومنها ما يذهب الى ايران لتغطية حروبها، مما يعني ان اموال العراق تذهب في بطون الحيتان بدلاً من ايداعها في خزينة الدولة ناهيك عن عوائد تهريب النفط خارج سياقات الدولة، بمعنى ان الفساد جزء أساسي من بنية النظام السياسي ومنظومة الفساد هي من ابتلعت الدولة وهذا يعني ان المتنفذين والاحزاب يمكنهم الاستمرار في العيش بالنعيم مئات السنين وليذهب الشعب الى الجحيم .. لهذا نجد ان خلافات الاحزاب والكتل السياسة بالرغم من كونها من فصيل واحد الا انها تتصارع وتستقتل من اجل الاستحواذ على تلك الوزارات لتكون من حصتها .. واليوم كارثة تدني اسعار النفط ربما تحاول بعض الوزرات تمشية أمورها من الخزين الموجود لأشهر قليلة قادمة الى ان يأتي الفرج بتحسن اسعار النفط اما في حال استمرار تراجع الاسعار ونفاذ ما لديها من خزين غير مصرح في الميزانية كما مذكورة آنفاً سوف تكون الدولة على حافة كارثة الانهيار الاقتصادي لا محال.