تحاول الاحزاب والميليشيات التابعة للنظام الايراني تصوير نفسها وکأنها أحزاب وميليشيات وطنية تدافع عن شعوبها بوجه الاعداء بل وحتى إنها تزايد على وطنيتها مع تأکيدها الى جانب ذلك على إنها تخضع فقط للأوامر والتوجيهات الصادرة إليها من قبل النظام الايراني وإنه لوحده من يتحکم بأمره وبمصيره. لکن الاحداث والتطورات أثبتت بأن هذه الاحزاب والاذرع لاتتمکن من إتخاذ أي قرار أو القيام بأي عمل من أمو أو مشورة مع طهران.
مزاعم إستقلالية هذه الاحزاب والاذرع المرتبطة إرتباطا مصيريا بالنظام الايراني، تفضحها دائما أعمال وتصريحات ومواقف صادرة من جانبهم أو جانب النظام الايراني، ولاسيما تلك التصريحات التي تقلل من شأنهم وتفضحهم على حقيقتهم وتبين حجمهم ومستواهم الحقيقي وإن ماجاء مٶخرا على لسان رجل الدين أحمد علم الهدى، المقرب من المرشد الاعلى للنظام والتي قال خلال خطبة أن مساحة إيران أكبر من حدودها “الجغرافية”، في إشارة إلى أذرعها من الميليشيات الإيرانية التي تدعمها طهران. والملفت للنظر إن علم الهدى قد وصف هذه الاذرع والجماعات بأنها إيرانية أي إنه نزع عنها صفتها الوطنية التي تتاجر بها أمام شعوبها عندما قال:” إيران اليوم ليست فقط إيران ولا تحد بحدودها الجغرافية. الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان وأنصار الله (المتمردون الحوثيون) في اليمن وقوات الدفاع الوطني في سوريا والجهاد الإسلامي وحماس في فلسطين، هذه كلها إيران”. وتابع: “أليس جنوب لبنان إيران؟ أوليس حزب الله إيران؟”، وإننا نتسائل ماذا بقي لهذه الاحزاب والميليشيات کي تزايد عليه وتدعي بأنها تعمل من أجل شعوبها؟ أليس کلام علم الهدى کافيا لجعلهم من دون ورق التوت؟
فضح عمالة وتبعية هذه الاحزاب للنظام الايراني، أمر دأبت على تأکيده المقاومة الايرانية على الدوام وقد وصل الامر الى حد إنها کشفت عن أسماء قادة وعناصر في ميليشيات الحشد الشعبي ضمن قوائم رواتب الحرس الثوري الايراني الى جانب تقارير مهمة أخرى تکشف عن واقع عمالتهم وإرتباطهم المصيري بهذا النظام وعدم قدرتهم على إتخاذ أي قرار من دون الرجوع للنظام الايراني.
هذه الاحزاب والميليشيات بنظر أسيادهم في النظام الايراني ليسوا إلا مجرد أدوات وعناصر تابعة لهم وفي خدمة مشروعهم وإنهم رٶوس حربة يقاتل بهم أعدائه وخصومه بالوکالة ولاريب من إن هکذا أحزاب وميليشيات لايمکن أبدا إعتبارها تابعة ومنتسبة لأوطانها وشعوبها بل وحتى إنها لاتعمل لأجلها ولاتعتبر مصالحها العليا بمثابة خط أحمر لها!