من الطبيعي جدا أن تبادر الاحزاب والاطراف الوطنية المخلصة لشعوبها الى بذل مساعيها بکل الطرق والاساليب المختلفة من أجل خدمة شعوبها وأوطانها وأن تکون حريصة على مصالح شعوبها وتقف بوجه المخططات المشبوهة التي تحاك ضد أوطانها وشعوبها بل وحتى تتصدى للاطراف والجهات المرتبطة بصورة مشبوهة بدول خارجية وتعمل من أجل تنفيذ أجندتها ومخططاتها، غير إن الذي جرى ويجري في العراق بشکل خاص والبلدان الخاضعة لنفوذ النظام الايراني بشکل عام مختلف ومغاير تماما عن هذا الاسلوب خصوصا بعد إن إشتد تضييق الخناق على هذا النظام من جانب المجتمع الدولي بعد إتضاح طابعه العدواني الشرير وکونه بٶرة ومرکزا رئيسيا في العالم من أجل تصدير التطرف والارهاب.
ماقد کشفت عنه دراسات عراقية وأخرى غربية من أن إيران تستخدم الميليشيات في العراق لتنفيذ سياستها الخارجية التوسعية في العراق وسوريا ودول المنطقة. ومن أبرز مهام هذه الميليشيات العراقية تأمين الطريق البري بين طهران وسوريا ولبنان عبر الأراضي العراقية. ليس بأمر مفاجئ أو طارئ بل إنه إمتداد للنهج والمسار المتبع من قبل هذه الميليشيات منذ أن أحکم النظام الايراني قبضته المشٶومة على العراق وبلدان أخرى في المنطقة، والذي يثير السخرية والقرف والاستهزاء إن هذه الميليشيات العميلة تبادر في أکثر الاحيان الى تقديم خدماتها المشبوهة هذه على حساب شعوبها، أي إنها خدمة”عملائية”خالصة وتجسد غاية وذروة العمالة بأبشع صورها، وهي بذلك تقوم بأداء دورها المشبوه ليس لصالح النظام الايراني بل وحتى على الضد من مصلحة الشعب الايراني وعلى الضد من أمن وإستقرار العراق والمنطقة والعالم، بل وإن هذه الميليشيات العميلة تجاهر بکونها تشکل عمقا لهذا النظام وإنها مستعدة من أجل الدفاع عنه الى الرمق الاخير.
وفق المخططات التي کشف عنها في وسائل الاعلام، فإنه تنطلق عمليات هذه الميليشيات من قيادتها غرب محافظة الأنبار، وذلك لتأمين عبور الأسلحة والصواريخ، ومنها الباليستية، إلى سوريا فضلا عن التجارة غير الشرعية والمقاتلين والوقود. وتقود هذه العمليات ميليشيات حزب الله لواء 45، ولواء الطفوف بقيادة المدعو قاسم مصلح لواء 13. والذي يثير المزيد من السخرية الممزوجة بالغضب هو إن هذه الميليشيات تقوم بإستغلال سيطرتها على منفذ القائم الحدودي مع سوريا ومنطقة “عكاشات” الغنية بالثروات الطبيعية. والانکى من ذلك إنه لاتخضع تحركاتها الخارجة الى سوريا ولبنان أو الداخلة إلى العراق لأية عمليات تفتيش من قبل الجمارك العراقية وکأنها دولة داخل دولة وهذا مايعيد للذکرى مرى أخرى التصريح المشهور لزعيمة المعارضة الايرانية السيدة مريم رجوي في عام 2004، عندما حذرت من أن”نفوذ نظام الملالي أخطر بمائة مرة من القنبلة الذرية” وطالبت بالحد منه وقطع أذرعه في العراق والمنطقة، وهذا الکلام هو عين الحقيقة والصواب لأن هم العملائ وشغلهم الشاغل هو خدمة أسيادهم وليس أي شئ آخر!!