18 ديسمبر، 2024 10:18 م

هل ان انسانيتنا لا تستقيم ان لم يكن هناك معنى

اليس يفترض ان ينبع المعنى من اعماقنا فهو جوهري يلخص كل الاشياء ام انه امر خارجي

اذا كان سؤال المعنى يغرقنا ويتشبع كل تفاصيل حيواتنا ويبرز ظاهراً في كل فعل من افعالنا افلا يكون جوهرياً

ليس امر افتراقنا عن الكائنات سوى بهذا السؤال

فما هي فائدة عقل يتفكر ثم لا يلتفت الى هذا الامر الجوهري المُلح.

السؤال عن المعنى هو سؤال الحقيقة وهو سؤال يبعث على القلق ما دمنا نُحار في الاجابة عنه و لا نكاد نركن الى ركن وثيق نستند اليه في جواب هذا السؤال ولذلك ينتابنا القلق نحن قلقون لأننا ندرك ان جواب السؤال لا بد ان يكون مصيرياً.

اولئك المطمأنين في زخم هذه الحياة هم الذين اختاروا الاخلاد الى معنى يكبت رغبة المعرفة لديهم ويزين لهم اوهاماً جميلة يركضون وراء سرابها و ما اسعدهم و ما اشقانا.

لربما عجزت اللغة و الحروف و الرموز والاشارات وفذلكات الخطاب عن ان تصف هذا الهمّ الذي يعتورنا ونتنفسه مع انفاسنا و لربما زادت من تعقيده وابهامه وخفائه.

كان الاحرى بالحكماء ان يقولوا لنا اذهبوا واختلوا بأنفسكم وحينها ستتعرفون همكم وتجيبون عن اشد اسئلتكم تعقيداً عن معنى هذه الحياة عما يختفي وراء بهجتها و آلامها ذاك هو المترسب في اعماق اعماق انفسكم الولاّد لكل ما يحيط بكم .

من ذا يمكنه القول (اصنع لنفسك معنى) ثم لا يكون عابثاً اذ كيف يمكن ان اجيب عن سؤالي الوجودي الاصيل والجوهري بشيء اعتباري وهمي و زائل ، وكيف يتسنى لي ان امنح الهمّ الذي يمنحني انسانيتي واستثنائيتي وفرادتي معاني هابطة وسقيمة و زائلة كاللذة مثلاً.

اؤمن كما يؤمن الكثير ان حيواتنا تستأهل معنى عميق و رائق يليق بها ويمنحها الطمأنينة وكل ما دون ذلك عبث ومجاز لا حقيقة له ولا استقرار

فالحقيقة مغطاة بغبار الاوهام والشكوك والظنون وليست بحاجة سوى الى ان نجلو هذا الغبار عنها ، وكل ما يفعله الواهمون انهم يزيدون حياتهم اوهاماً وشكوكاً وظنون وحين تهب ريح الحقيقة فما اوهن تلك الظنون و اوهامها و ما احلى الحقيقة في اسفارها.