18 ديسمبر، 2024 2:48 م

همسات وتغاريد عدلة خشيبون والبوح الحزين

همسات وتغاريد عدلة خشيبون والبوح الحزين

صدر عام 2020 كتاب “همسات وتغاريد” للكاتبة الفلسطينيّة عدلة شدّاد خشيبون، عن دار طباق للنّشر والتّوزيع في رام الله-فلسطين، وهو مجموعة نصوص تقع في 76 صفحة من الحجم المتوسّط.

لفت انتباهي إهداء الكاتبة نصوصها للمرحومتين والدتها”الوداد وشقيقتها الفاتنة”، ولابنيها “البشير والإميل”، فتساءلت عن إضافتها ” أل التّعريف” لأسماء العلم”وداد، فاتنة، بشير وإميل” التي هي معرفة بذاتها، فما هو تبرير هذا؟

وإذا عدنا إلى استعمالات “أل التّعريف” في اللغة العربيّة سنجد” أنّها إذا دخلت على الأعلام حكمنا عليها بأنّها زائدة غير لازمة،

تدخل على أسماء العلم مثال: الحارث؛ العباس، وهذا النوع من الزيادة سماعي.”

وعند قراءتنا لنصوص كاتبتنا سنجد أنّها بوح عاطفيّ وجدانيّ يغلب عليه الحزن، خصوصا فيما كتبته عن المرحومتين والدتها وشقيقتها فاتنة، وهذه قضايا إنسانيّة تعبّر عن حالة الفقد، وما يترتّب عليها من أحزان.

وسنرى أنّ هذه النّصوص تتفاوت في تصنيفها بين الخاطرة وما يشبه المقالة، واعتمدت على فكرة راودت الكاتبة فصاغتها بكلمات جميلة، لو أنّها انتبهت إليها قليلا لكان بإمكانها أن تجعل من غالبيّة نصوصها أقاصيص. ومع ذلك فإنّ نصوصها لم تسلم من استعمالات خاطئة للغة، فمثلا جاء في الصّفحة 15عندما تحدّثت عن ذكرياتها ” هي عاصفة الرّوح خلعت عنّي رداء الخجل”، وكان الأجدر بها أن تستعمل كلمة “الحياء” بدل الخجل، فالإنسان يخجل من عمل سيء ارتكبه، بينما الحياء حلية يتحلّى بها الرّجل والمرأة، وممّا جاء في وصف خاتم النّبيّين أنّه كان حييّا.

وممّا جاء في الصّفحة نفسها “15” “فبتّ أستمدّ جرأتي من عواء جرو”، والجرو هو “طفل الكلب”، ومع أنّ “الجرو” من أسماء ابن الذّئب أيضا، إلا أنّ الطاغي هو استعماله لصغير الكلب، وهذا ما قصدته الكاتبة في نصّها، وصوت الكلب نباح بينما العواء هو صوت الذئب، يقول الأحيمر السّعديّ:

عوى الذّئب فاستأنست بالذئب إذ عوى….وصوّت إنسان فكدت أطير.