17 نوفمبر، 2024 6:36 م
Search
Close this search box.

همام حمودي …العمامة الطائفية

همام حمودي …العمامة الطائفية

يقول الخبر الغريب الذي اثار شرارة الجدل  “بمناسبة عيد الغدير الأغر وجه سماحة السيد النائب الاول لرئيس مجلس النواب همام حمودي بان يكون يوم غدا الثلاثاء عطلة لجميع الموظفين عطلة لجميع الموظفين من المكون الشيعي”. 
ليست الغرابة في منح عطلة بمناسبة عيد الغدير الأغر بل الغرابة في ترسيم الموظفين وتوزيعهم على أساس مذهبي  مقيت . 
ويؤكد توجيه حمودي  الى موظفي البرلمان أن هناك طبقة سياسية تعاني تمتهن التركيب الطائفي وتمارس اسلوبا غريبا في ترسيخ  نهج المكونات وجمهورية الطوائف بدلا من المواطنة. 
همام حمودي احد الذين كتبوا الدستور العراقي الذي نعاني من عيوبه التأسيسية الى يومنا هذا لانه انجرف مع فريق  صاغ الدستور بعقلية المكونات يسعى اليوم لدخول التاريخ من أوسع ابوابه ومن أعمق شبابيكه وهو صاحب الامتياز في مشروع “اطفنة الموظفين” وغدا قد يطلق مشروعا لتحويل المدارس الى شيعية وسنية واُخرى كردية ومن بعدها جامعات شيعية  واُخرى سنية وقد يصل الامر حتى يرتاح  الشيخ حمودي ومن يتبع الخطاب الطائفي داخل المؤسسات الحكومية  الى تفريغ وزارات من  الموظفين الشيعة وتفريغ مؤسسات من الموظفين السنة.
بصراحة وبلا مجاملة ان الحديث عن تذهيب الموظفين تفكير قديم وعجوز من الصعب على من يتبعه ان يبني سابقة في بلد وليس بناء بلد لانه ببساطة يشيع  نشر ثقافة المكونات على حساب المواطنة، الأصل في الموظف العراقي بل في الانسان العراقي وطنيته لا مذهبه ولا هويته الفرعية . 
يحيلنا توجيه حمودي الطائفي الى ضرورة العمل تأسيس جيل سياسي شبابي قيمته العامة الوطنية   بدلا من   الجيل الطائفي الذي يمر بشيخوخة سياسية، نعم الحل مايقال قائما في مكافحة اي خطاب طائفي عبر منح هؤلاء التقاعد الإجبارية عبر الانتخابات ونبذ خطابهم الطائفي الذي نقلوه من السياسية الى مؤسسات الدولة يدعم ذلك   وان العراقيين تخلوا عن الخطاب الطائفي بعد ان اكتشفوا زيفه لاسيما وأنهم  وقفوا بوجه داعش من دون النظر الى ان هذه منطقة شيعية ومنطقة سنية واُخرى كردية. 
القاعدة العامة تقول ان الخطاب الطائفي فايروس  شيطاني قد يعزز الهويات الفرعية ، لكنه يعمق الشق الوطني ويعزز نمو عقليات مهووسة في ترسيخ الطائفية بين المواطنين  ونقلها من حلبة الساحة السياسية الى حلبة المواطنين. 
 لايمكن تفسير اللجوء الى ذلك سوى التبرير  بالدرجة الأساس الى الفشل والإخفاق  في بناء البلد طيلة ١٣عاما الماضية وإشغال المجتمع بصناعة أعداء وهميين، وليس أمامنا سوى  لإشاعة المواطنة العراقية في كل مفاصلها والوقوف  بوجه اي  خطاب   يكرس همه لصناعة الطائفية داخل المؤسسات الحكومية وبين موظفيها. كل عام وعلي لجميع الانسانية

أحدث المقالات