هل يُمكن لأروغان إخماد الشُعلة الثورية التركمانية في العراق
أمريكا وبريطانيا وفرنسا نتيجة لضغوطاتها التي مارستها ضد النظام الدكتاتوري في بغداد وهندستها خط عرض 36 جعل صدام وأجهرته القمعية تترك الشمال لقدرها فولدت عندها فجوة استغلها حزب العمال الكردستاني وصارت منطلقاً لعملياتها العسكرية في العمق التركي ومعها وصلت البعد الأمني في علاقات بغداد مع أنقرة إلى نقطة لا رجعة عنها مما حذا بالرئيس التركي سليمان ديميرال الدعوة إلى إعادة ترسيم الحدود بين الدولتين لمنع تسلل عناصر حزب العمال الكردستاني وادعائه بإن مدينتي كركوك وموصل تعتبران جزءاً من الإقليم التركي بموجب ميثاقها الوطني لعام 1921 وبعدها مباشرةً بادرت تانسو جيلر وزيرة الخارجية في حكومة نجم الدين أربكان بلقاء السفير الأمريكي في أنقرة مارك غروسمان وإبلاغه بإن تركيا تنوي إقامة منطقة أمنية عازلة في شمالي العراق بعمق (5 – 20) كم لمنع تسلل عناصر حزب العمال الكردستاني والسيدة ذات رداء الأبيض كانت تخفي مشروع حكومتها الاستراتيجية في بناء شقق سكنية في منطقة الحزام الأمني المزمع اقامتها لإفراغ المناطق التركمانية من أهلها وسكانها التركمان وبالتعاون مع نطام صدام حسين وقتها ولكن نتيجة لانتقادات التي تعرض لها الفكرة أو المشروع من قبل الجهات الإقليمية والدولية والعربية وكذلك رفض التركمان التنازل على هويتهم التركمانية العراقية لم تكتب للمشروع النجاح. واليوم يطل علينا وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو وريث جيلر وبحلته الجديدة الأردوغانية وفؤاد أوقتاي نائب رئيس الجمهورية عارضين الجنسية التركية على كل من يقول أنا تركي أو تركماني فاستخدام كلمة التركمان قد غاض بعض كتاب الأتراك ومنهم أسلان تكين كاتب العمود في جريدة يني جاغ التركية الذي تطرق إلى أصل الكلمة في مقالته التي حمل عنوان (فلنعطي الجنسية التركية للأرمنيين أيضاً) وكأنه يجهل تاريخ التركمان موكداً بإن الحكومات العراقية المتعاقبة في بغداد أصرت على استخدام كلمة التركمان لإحداث شرخ بين أتراك العراق وأتراك أناضول رغم معرفته بإن الأتراك في العراق والأناضول أكتسبوا هويتهم التركمانية منذ العهد السلجوقي باعتبارهم أحفاد قبائل الأغوز التركمانية الأربعة والعشرون. والجهات الرسمية في تركيا رغم تأكيدها بأن إعطاء الجنسية التركية تشمل فقط تركمان لبنان القاطنين في قرية كوكجلي التابع لمدينة طرابلس وغيرها وتأكيد الخبر من قبل الجمعيات التركمانية والأوراسية في تركيا الا أن الماء يكذب الغطاس وليس هنالك نار بدون دخان حزب أردوغان كما يقولون لأن الهدف الرئيسي من المشروع الأردوغاني الجديد إعطاء الجنسية للفئات التركمانية العراقية المثقفة التي درست في تركيا وحصلت على شهادات عليا في اختصاصها وعادت إلى العراق دون الحصول على الجنسية التركية وهي مستقلة وخارج نطاق السيطرة التركية وخطوطها الحمراء وباتت تحاول جاهدةَ مرةَ أخرى جذبهم ووضع قيود الجنسية وأغلالها في أعناقهم وبتالي إخماد أي شعلة ثورية تنطلق للتخلص من الهيمنة التركية التي باتت قريبة والايام بيننا.