يُفرِط البعض في تفاؤله حين يَظُن أنَّ العراق سَيعود إلى حاضنته العربية بِكُل ذلك الهدوء والبساطة. مُخطئ من يعتقد أنّه لايوجد مَن سَيُقاوم هذه الرغبة ويمنعها وحتى يُحارب من أجل أن يبقى العراق بعيداً عن واقعه العربي كما أرادوا له بعد عام 2003 يبقى وحيداً بالساحة تُمارَس عليه سياسات (التفريس أو التتريك).
كانت الصورة التي ترسمها جيوشهم الألكترونية وإعلامهم لِشخصية الخليجي ذلك الإرهابي أو الإنتحاري الذي يكون دائماً مُستعداً لِتفجير نفسه وقتل أكبر عدد من الأبرياء من أجل أن ينال وجبة غداء مع الرسول (ص). كثيراً ما كان يَتم تشويه صورة العرب فيما بينهم لِتبقى الساحة فارغة يَعبَث بها العابثون.
خليجي البصرة لِكُرة القدم الذي أُقيم على أرض عراقية أثبت شعبها لإخوانه صِفات الطيبة وحُسن الأخلاق يتقدّمهم ذلك الكرم الحاتمي الذي فاجئ الأشقاء (الخلايجة) وجعلهم يُغيّرون أفكارهم وإعتقادهم السائد وتصوراتهم المُسبقة بِحق العراقيين بأنّه شعبٌ يبغض العروبة أو بعيد عن جُغرافية وتاريخ العرب.
حاول الغُرباء أن يدفعوا العراقيين دفعاً إلى أحضانهم، وهي التُهمة التي كانت تُلَفّق للعراقي بأنّه يميل إلى حياة التفريس أو التتريك حتى يقع فريسة سهلة في كنف وحُجر هؤلاء، بإتهام صريح مدفوع الثمن للإرهاب العربي حين كانوا يُبرّرون للعراقي الشيعي اللجوء إلى حاضنته إيران، والسنّي إلى تركيا، بذريعة إعتبار إيران وتركيا ملاذاً آمناً لهم لِتخليصهم من شرور دوّامات العُنف.
يعتقد البعض حد السَذاجة تصل به إلى درجة الإنتشاء حين يظن أن طريق عودة العراق إلى عروبته سيكون مفروشاً بالورود والأوراق الملوّنة، ومن إعتقد ذلك فهو مُخطئ، إذ مازال الطريق طويلاً وربما تعترضه بعض الحواجز والعوائق، فعودة العراق إلى مساحته العروبية يعني إمتلاكه القرار السيادي البعيد عن التبعيّة والموالاة، رجوع العراق إلى حاضنته يعني العودة إلى الوضع الطبيعي الذي يجب أن تكون عليه البوابة الشرقية للأمة العربية.
وهنا لابد للإشقاء في الخليج من مُساعدة شقيقهم بتخليصه من القيود التي تُكبّله وتوفير الظروف التي تُساعده في النهوض من جديد، وفتح صفحة جديدة من العلاقات أساسها الإخوّة والإحترام المُتبادل، وأن تكون أولى المُبادرات التي تُثبت حُسن النوايا وقوة الإخوّة العربية ومتانة الأواصر أن يتم دعوة العراق للإنضمام إلى مجلس التعاون الخليجي عضواً فيه، خصوصاً وإنَّ أرض الرافدين لم تبخل على شقيقاتها بِدماء أبنائها عندما كان القرار يستدعي مصلحة العرب، وتلك المواقف التاريخية التي كان يصدح بها للمُطالبة بعودة كُل الأراضي المسلوبة إلى مالكيها الشرعيين.
كم هي أمنيات غالية أن يجلس العراق مع أشقائه على مائدة مجلس التعاون الخليجي في جلسة يُكتب لها عنوان عودة العراق إلى عائلته بِشكل أقوى وأقدر.
أيها الأشقاء في المملكة العربية السعودية، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، قطر، البحرين، عُمان أعضاء مجلس التعاون الخليجي، العراق بِحاجتكم للوقوف بِجانبه بعد أن فرقتّكم الفِتن والخِلافات والإتهامات، هذا البلد بِحاجة لإخوانه في الخليج وكُل الدول العربية لِنُصرته والإنتصار على المؤامرات التي تُحاك ضد شعبه وسيادته ووطنه.
قِفوا أيها الأشقاء مع إخوانكم وهم يواجهون حروب الجوع والتجهيل وخُبزهم الذي يُريدون أن يحرقوه حتى لاتمضغه أفواه الجياع والفُقراء.
هي دعوة العربي للوقوف إلى جانب أخيه، ولانعتقد أنه من المُستحيلات على الأشقاء من شعب كريم مُحب للحياة مثل العراقيين، عسى أن تصل أمنياتنا لكم.