يمكن القول أن مئات الآلاف من المقالات والدراسات والنصوص الشعرية نشرت منذ بداية القرن الحادي والعشرين , ولا تزال تُنشر في الصحف والمواقع ووسائل التواصل المتنوعة , وقد شخصت وحللت ووضعت الحلول , وأوجدت الخرائط التفاعلية للوصول إلى الأهداف الوطنية الصالحة للحياة الحرة الكريمة.
وبقيت القافلة تسير على سكتها المرسومة , والتداعيات تتراكم , والمساوئ تتعاظم , والقهر يتفاقم , والخراب عميم , والإعمار عقيم.
وهذا الواقع المضطرب يطرح سؤال: مَن يحكمنا؟
هل أن الحكم وطني حقا؟
هل أن أعداءنا يحكموننا؟
لو كان الحكم وطنيا ويعمل لصالح المواطنين , لتم أخذ أي كلام يتعلق بالوضع القائم على محمل الجد , كما يحصل في دول الدنيا ذات أنظمة الحكم الوطنية الخالصة.
تخيلوا ماذا سيحصل لو أن مقالة واحدة نشرت تسلط الضوء على معاناة ما , أيا كانت في بقعة من البلاد في دول العالم المتقدم , هل سيتغاضون عنها , أم سيستنفرون طاقاتهم للوقوف عندها وتصويبها؟
أما في عالمنا فمئات المقالات تحسب هراءً , لأن أنظمة الحكم في بلداننا تنفذ أجندات الأسياد التي تحميها , ولا تمتلك حق تقرير المصير , وتحسب المواطن عدوها , ومَن يشير إلى مشكلة يصبح من معارضيها , وعليها أن تقتص منه , ويجب أن يسود المديح والتبويق المطلق لجورها المقدام.
وعليه فلابد من التساؤل عن قيمة الكتابة بأنواعها , وعن دور القلم في صناعة الحياة الكريمة , فالواقع يشير إلى أن ما تجود به الأقلام أضحى هذربات وأوهام , وتحولت المنابر الإعلامية إلى سلال مهملات وفقا لرؤية الكراسي المتمسكة بالسلطة , والقاضية بحكم البلاد والعباد بأدوات الترهيب والترغيب والتضليل والتدجيل , والقهر بالحرمان من أبسط الحاجات التي ترضي بعض حقوق الإنسان.
فلماذا لا تكسروا الأقلام , يا سادة يا كرام ؟!!
وقد ساد الظلام , وتأسدت الأقزام , وصفقت الأقدام!!
“وكم من عائبٍ قولا صحيحا…وآفته من الفَهم السقيمِ”!!