23 ديسمبر، 2024 10:23 ص

هل ينفع الآذان في إذن البرلمان.؟!

هل ينفع الآذان في إذن البرلمان.؟!

يقال ان من الضرورة الآذان في اذن الوليد، لعل يصرف عنه  مسالك الشيطان.. فهل يا ترى ينفع الآذان في اذن البرلمان الوليد العتيد الذي انشغل بهمه قبل هموم من اوصله الى دست الحكم ومنصة القرار.. محاولا بذاك ان يعقد صفقات العمر، مراهنا على انه السباق الاول الذي فاق سجلات موسوعة غينس للارقام القياسية في تكديس وتخزين المبالغ الطائلة في كبرى المصارف العالمية، ناهيك عن العقارات والاطيان التي باتت  من نصيبه في ليلة وضحاها.
في حين يعجز البرلمان في تشريع قانون يلزم الحكومة بالاسراع في  بسط ايسر الخدمات ومنح ادنى الحقوق لعامة الناس.. فإذا كنتم غير قادرين على إدارة الدولة، وإكمال ايسر الخدمات من ماء وكهرباء، لماذا طردتم الاحتلال.؟! الستم ممن تذرع بان الاحتلال يعيق نهضتكم وتقدمكم ببناء الدولة المدنية الحرة..؟!
بالتالي نددتم واستنكرتم وجود الاحتلال بدافع الحس الوطني، فأين تسليحكم، واستعداداتكم لأي تدخل أجنبي محتمل.. أم أنها فرصة للبيع والشراء بحق المواطنين، ومتاجرة بالدماء للأمد البعيد..؟!
ألم تكونوا انتم احتلالاً من نوع آخر.. أو بالأحرى ما الفرق بينكم وبينهم.!
أرى جيوبكم ملآى بالدولارات، وبطونكم متخمة بالنفط والكحول، ووجوهكم الصلفاء أدنس عهر من بنات المنزول.
كل قطرة دم أريقت من جندي شريف ومجاهد كريم ومواطن بريء في سبيل الوطن كانت أكرم عند الله والمجتمع  من ألف جلسة برلمان، تختلف في السر والإعلان، من إنسان إلى حيوان.
إذا كان ثمة أسفٍ فأني لأسف على وطن لا مكان به للفقير، الحلم فيه حقير، والأمل مكبل أسير.
ارى على الشعب ان يخرج بمظاهرة كبرى بعنوان (عايز حقي) على غرار فيلم هاني رمزي وهو يطالب بالملكية العامة التي استحوذ عليها شرار الخلق من الساسة الذين رشحتهم مجاهل الامة وبسطاؤها.. بل لتكون المظاهرة اكثر تحضرا، بان يطالب الجماهير تعويضا كاملا ممن رشحه للانتخابات البرلمانية، فهو الاقتصاص العادل من كل نائب سالب، لتجريده بالكامل من عامل الابهة، وتجهيل الامة وتسفيهها.. واعضد قولي بقول توفيق الحكيم: ((ان البرلمان وما ينفق عليه من آلاف الجنيهات، هو غرم لا غنم فيه، فحولوه في الحال الى مصنع طائرات، تحتشد فيه بدل جموع الاعيان الموسرين، افواج العمال المصريين من اولئك المساكين والمتسكعين العاطلين الذين يلتقطون فتات المقاهي والبارات، حتى يعملوا عملا شريفا، ويشيدوا مجدا خالدا)).
وهذا القول قاله في عام 1938 واشار الى ان البرلمان يصرف آلاف الجنيهات فكيف الحال اليوم والبرلمان العراقي وحده يغطي ميزانية دولة كاملة اذا لم يكن دول.!
وقد اتهم كما اتهم الرجل، بأني ضد الديمقراطية.. وقد يظن البعض بانها اشارة وترويج للنظام الفردي القمعي، فهذا غير صحيح.. بيد اننا بحاجة الى نظام وسطي بعيداً عن المحاصصات والمماصصات، يتحول به مجلس النواب الى مجلس خبراء مع تقليص عدده، على ان لا يزيد على 30ـ 50 فرد من ذوي الخبرة والكفاءة ذات مؤهلات علمية في مختلف المجالات، يعملون بجد على نبذ الطائفية والتعصب، الاعمى بعيدا عن كل التبعيات المقيتة.
فلا تقولوا ما لم تعملوا: نحن بلد تحفه الملائكة، والايات المقدسة.. فما بال كل قضايانا شائكة؛ والكل يبحث عن إنسانه الحق في ظله الجبان.!
فهل ينفع الأذان في إذن وليد لقيط.. ما زال مشروعنا الكبير يفتقد الإنسان.