يأخذني الغرور مع الذات ويذهب بي بعيداً لعالم واسع بأنني (شيعيٌ) على نهج خط أهل البيت ,ثم أمتحن بعد ذلك خلال حياتي بمواقف ومواضع معينة ,لأ كتشف بأن هذا الوصف بعيداً كل البعد عنه ,قال رجل للإمام الحسن بن علي عليهما السّلام: يابن رسول الله، إنّي من شيعتكم. فقال الحسن بن عليّ عليهما السّلام: يا عبدالله، إن كنت لنا في أوامرنا وزواجرنا مطيعاً فقد صدقت، وإن كنت بخلاف ذلك فلا تزد في ذنوبك بدعواك مرتبةً شريفةً لست من أهلها، لا تَقُل: أنا من شيعتكم، ولكن قل: أنا من مواليكم ومُحبّيكم، ومُعادي أعدائكم. وأنت في خير، وإلى خير, وقال رجل للحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهما السّلام: يابن رسول الله، أنا من شيعتكم. قال عليه السّلام: إتّق الله، ولا تَدَّعِيَنّ شيئاً يقول لك الله: كذبت وفَجُرت في دعواك، إنّ شيعتنا من سَلِمَت قلوبُهم من كلِّ غِشٍّ وغِلٍّ ودَغَل، ولكن قل: إنّي من مَواليكم ومُحِبّيكم.
ويتمالكني الخجل والحياء مسيطراً على جوارحي أبحث عن نفسي محاولاً أيجاد وصفاً لها يتناسب معي ,المهم إلا أخرج عن دائرة بيت النبوة ,فهل أنا أرتقيت ووصلت لما وصل أليه مثلاً عمار وأبا ذر والمقداد وسلمان ومالك الاشتر بالرقي والمنزلة العظيمة التي كانت لهم ؟إذن أنا في أية خانة من هذا الزحام وأدعائي أنني ضمن مسار التشيع,رغم أن ما يصدر مني من أخطاء لا يرتقي لمستوى ما ورد من المدعين أنهم من شيعة علي ويتفاخرون بذلك ,فأنحرافاتهم كبيرة وأخطائهم تُعد لا تغتفر وممارستهم للفساد الاداري والمالي وأحلالهم للسرقة وبحيل شرعية ويمسميات متعددة ,ثم يجلسون في محافل ولقاءات واجتماعات وندوات يتحدثون عن فضائل واخلاق وزهد وعفو الإمام علي,فأن أول شيء يطلبه منها أئمتنا الوضوح في السلوك والمنهج في عملنا ,والابتعاد عن النفاق والازواجية في معاملاتنا بأن العمل الخالص لله وحده لا يشوبه الرياء ,كانوا شيعة اهل البيت لايحملون الحقد والضغينة متسامحين يعظمون قدرأنفسهم بالتغاضي عن سفاسف الأمور وضغارها,سائرون على خطاهم رغم كل الاشواك الموضوعة في طريقهم ,لم يسرقوا وينهبوا المال فأي خلل في افعالهم هو اساءة للعلاقة مع بيت آل النبوة,هم سفرائهم للسلام ورسلهم للناس ليبغلوا عنهم ويزيلوا اللبس والغموض لديهم ,والمرآة التي تعكس واجهتهم بمختلف المجالات .
وقيل لموسى بن جعفر عليه السّلام: مررنا برجل في السوق وهو ينادي: أنا من شيعته محمّد وآل محمّد الخُلَّص، وهو ينادي على ثياب يبيعُها عل يمن يزيد. فقال موسى: عليه السّلام: ما جُهل ولا ضاع أمرؤ عَرف قدْر نفسِه، أتدرون ما مَثل هذا؟ هذا كمن قال: أنا مِثلُ سلمان، وأبي ذرّ، والمِقداد، وعمّار، وهو مع ذلك يُباخِسُ في بَيعِه، ويُدَلِّس عيوبَ المَبيع على مُشتَريه، ويشتَري الشيء بثَمن فيُزايدُ الغريبَ، يطلُبه فيوجِبُ له، ثمّ إذا غاب المُشتري، قال: لا اُريده إلاّ بكذا، بدون ما كان يطلُبه منه، أيكون هذا كسلمان، وأبي ذرّ، والمِقداد، وعمّار؟ حاشَ لله أن يكون هذا كَهُم، ولكن لا يمنعه أن يقول: أنا من محبّي محمّد وآل محمّد، ومن مواليّ أوليائهم، ومعادي أعدائهم.