23 ديسمبر، 2024 6:03 م

هل ينجو العراق اليوم من مأزق القدر…؟

هل ينجو العراق اليوم من مأزق القدر…؟

في التاريخ شخصيات كريزماتية كثيرة،منها ما ظهر وأدى دوره التاريخي بنجاح ، ومنها من مات دون ان يكون لها من أثر. الاولى سجلت في صفحات التاريخ كل أثر، والثانية أنتهت وطواها النسيان دون أثر. الأولى تمثلت في جورج واشنطن باني أمريكا الحديثة، فهل سيبقى الثاني في وطني العراق دون أمل ودون أثر؟. التاريخ لا يعيد نفسه وان تتشابهت الظروف والاحوال والرجال ،بل ان الأحداث هي التي تأتي متشابهة. في الحالة الأولى تحقق القوي فتحقق لأمريكا الأمل. فهل سيحقق لنا في العراق القادم الجديد من أمل؟.

أم سنبقى ننتظر الغائب المنتظر…؟

في التاريخ رجال بنو أمريكا على مر الزمن حتى تبوأت مركزها بين الأمم.وفي التاريخ ساهمت شخصيات في بناء العراق مند القدم حتى اصبح الوطن يضاهي اكبر الأمم. فالسومريون جاؤا للعراق بأصلاحات وشرائع أوركوجينا، وأور نمو ، والبابليون كتبوا لنا شريعة حمورابي الذي منها استلت كل القوانين، حتى ان القرآن الكريم جاء ببعض نصوصه منهاعلى سبيل العضة والأعتبار منها لا على سبيل الاقتباس من الأمم *العين بالعين والسن بالسن*،وحققوا للانسانية كتابة الحروف المسمارية التي قيل منها تطورت الكتابة نحو العالمية،فكانت حضارة الأقدمين والحاليين

ومن برديات العراق صُنع القلم .

في كلا الحضارتين الكتابة والقلم هما أصل الحياة من العدم، فهل يستطيع احد منا نكران الذي حدث؟ لأ، لا أحد . فالشواهد في المتاحف تثبت الحياة من العدم . لذا ارادوا أماتت الشاهد وأبقاء العدم حين دمروا متاحفنا ومكتباتنا الدواعش ومن جاء بهم بسكوتنا على العدم ، لكن السؤال المطروح كيف استطاع الأباء والاجداد في كلا الحضارتين تكوين الأمل رغم عمق الزمن؟ ونحن لا زلنا رغم تقدم العلم والتكنولوجيا نحبوا نحوالتقدم والأستقرار والديمقراطية والأمل ونخاف حتى داعش المجرمة من العدم. شعوبهم عاشت بدكتاتوريات تنفرُ منها القيم، لكنهم أرسوا أنظمة جعلت لشعوبها الكثير من القيم.لماذا نحن الآن نعيش بدكتاتورية فيها السلطة والمال لكنها نشرت فينا الفرقة وأضاعت منا القيم ؟. الهذه الدرجة اصبحنا نفضل المال والخيانة على القيم ؟

هل ادرك الامام علي (ع) سر الحضارات من زمن، حين قال المال والسلطة بلا قيم تفسد اخلاق الرجال وتتجه بهم الى العدم ؟.أقرا ما كتبه لواليه الاشتر حاكم مصر لينقذه من الأنحراف والعدم حين قال يا مالك: الناس صنفان :اما اخُ لك في الدين، او نظير لك في الخلق،فأين اتباعه منه اليوم ومن العدم ؟ أنهم اكثر من افسد وسرق ليحول الوطن والانسان الى العدم .

اذا استعرضنا تاريخ الحضارتين الأمريكية والعراقية القديمتين نجد فيهما المفارقات والمتشابهات كثيرة التي انقذت الشعوب من العدم،تمثلت في العلم والكتابة وثروة الأمم .من هنا جاءت نظرية

دراسة تاريخ الحضارات واحداثها لنطلع على تجاربها للحاضر والمستقبل،فتاريخ الحضارات هي تجارب الامم وهي الزمن ،والثمرات الحضاريةتحتاج الى زمن، فهل من حقنا اليوم ان نضيع الزمن

2

أكثر من عشر سنين أنقضت ونحن نعبث خارج الزمن،فرقة وانقساما وعبثا نحو العدم ، وحاكم واحد نرجسي يدمرالناس والمال والوطن، ولا احد يسئل عن الزمن ؟ فأذا كانت ثمار الحضارة لا تظهر الا بأضافة الزمن الى جهد الانسان،فهل من حقنا في العراق اليوم ان نقتل الزمن؟ولكل حادثة تجربة نافعة تنقذ الوطن من الزمن. هنا نجد أنفسنا امام جواب لسؤال طالما سأله الناس :

لماذا ندرس التاريخ وحضارات الأمم منذ القدم ؟.

الجواب يأتينا من عمق الزمن،فالتاريخ زمن وتجاربه النافعة هي الزمن.هو الذي يعلمنا كيف نكتسب التجارب النافعة من الاخرين،وبدونها لا تقدم ولا وطن . فهي التي تهدينا الى ما نجهله في حياتنا لنتبع الحسن،ونجتنب القبح لنتحاشاه عبر الزمن. سؤال طرحه عليَ طالب يوم كنت محاضراً في جامعة بغداد عام 79 قبل ان يرمينا البعث المجرم عنوة خارج الزمن، حين قال لي: هل ان التجارب التي ننتفع منها تتشابه رغم الظروف والاحوال منذ القدم؟ قلت له : لا يا ولدي ،فالتاريخ لايعيد نفسه لكن الاحداث تتشابه وان أختلف الزمن، فأن كل شيء يتغير حتى معاني الكلمات واللغة عند الشعوب تتغيرعبر الزمن،فالقرآن نصه ثابت لكن معانيه تتغير مع الزمن ،فالذي كان قبيحاً بالأمس يمكن ان يكون حسناً اليوم أو غداً والعكس صحيح. لذا فمصطلحات القرآن لا تخضع للترادف اللغوي التي فرضها علينا رجال الدين اعداء الزمن؟

لكن العبرة بمن ينتفع من التجارب التاريخية عبر الزمن وان اختلفت ،لكن الحضارات تبقى تحتفظ بشخصيتها دون تغيير او تبديل وان اختلف البشر. فالحرية ليست نظرية بل فطرة تولد مع الطفل حين يترك رحم أمه الى ارض الوطن.لذا فالاستقلالية تبقى في النفوس مزروعة كعِرق زيتون اخضر توطن في ارض الوطن.من هنا كانت مواعظ رجال الدين ثقيلة على قلوب الناس لانهم ملوا سماعها بلا حرية وبلا مناقشة تستعيد الأمل ،,خاصة حينما يساهمون في قتل الوطن،خرافات وسفسطائيات فهي لا تُقبل منهم، لانها تكرار عقيم لما سلف من الزمن ،وعيبهم أنهم يعتقدون ،

بأن فكرهم خلاصة العلم ونهاية التجارب وهم على وَهم .

قال رسول الله(ص) حين دخوله مكة منتصرا على الباطل تنفيذاً لعقيدة القدر ،قال:( ايها الناس لا تنقلوا عني غير القرآن حتى لا يختلط كلام الله بكلام البشر،فأنا مثلكم بشر). الا اذا فرضت عليكم فرضا لا عن اقتناع،ساعتها تصبح ضجر. وصدق رسول الله حين استغل الرواة أحاديثه الشريفة لتفريق الامة والبشرفكانت المذاهب والملل والنحل،وكلها أجتهادات شخصية تغيرت أكثرها تخريف في كلماتها وماتت معانيها مع الزمن ؟ فهل يصح ان تكون لنا اعلام حرب بين الأمم. هذا شيعي،وذاك سني،واخر مالكي ورابع حنفي وخامسهم شافعي ،وكلهم جاؤنا من منبع واحد ،فعلام الخلاف و الأختلاف ،والفعل دليل الاصل لا من العدم ؟.

كل الحروب والغزوات والأستغلال اعتداء على البشر،الا اذا كانت دفاع عن الارض والعِرض والمال وقيم البشر،فحروب محمد (ص) في جزيرة العرب كلها كانت من أجل البشر. لكن من جاؤا من بعده أتخذت من الفتوح ذريعة لمحاربة كل البشر، فاعتدت على العدل والحق والسراط المستقيم دون حقوق البشر، فهل ستنتصر داعش الباطلة على البشر؟هذا مستحيل لانه مخالف لطبيعة الحياة والبشر؟

فهل فطن الناس الى المنطق والحق والقدر؟

3

في التاريخ عبُر ،فكم من مرة تولى الحكم في بلد من بلاد الله رجل فاسد فأستبد بالأمر من دون الله والناس وساقهم بعصاه وصب عليهم سياط الظلم ، جاريا وراء مجد شخصي زائف ومدفوعا اليه بغرور غلاب دون نظر، فأنتهى امره الى ميتة سيئة وأن بقي حياً بين البشر، وضيعَ اهله وكل

الاقربين منه دونما تفكير بالمصير من كدر،وامامكم الامويون والعباسيون والمغول وكل الذين نسوا الله والتاريخ فكان لهم بالمرصاد القدر .فالتاريخ علمنا ان الناس يتعضون بالتجارب الواقعة لا بالمواعظ والعِبر ،فالمستبد لا يعرف سوء ما فعل الا وهو على فراش الموت وساعتها لا ينفع الندم. فتراهم اليوم ذليلا مكسور الوجه والهمم .

بريق بغداد العظيمة فخر الأمم ،كان سبب من اسباب متاعبها عبر الزمن،حين تطلع اليها المغول مادامت بغدادكانت ترسل اشعتها الحضارية الى اركان الارض الاربعة بلا حدود ولا موانع من سفر، لكن صفوتها القيادية حين تصدعت اصبحت بيتا منقسما على نفسه ،فتصدع البناء وتفككت الجدران فطمع الاعداء والرابضين على الحدود الشرقية بها،والحاسدين حضارة الاجداد لتدميرها بلا حتى قيم ، والبيت المنقسم على نفسه دوما في خطر،والحسد طباع في النفس الضعيفة لا يقاوم الا بأشباعها فكان الموت والتخلف بقدر . فهل بالقادم الجديد سنتحول الى ربيع وقمر …؟

كل شيء بقدر.

ان الذي اطمعهم أكثرهو لجوء بعض افراد البيت المتنازعين بينهم على المال والسلطة بالأستعانة بالأجنبي ولم يفكروا بالوطن ولا حتى بأهانة القدر ، فكان التدميروالموت والخطر. يومها كان العداء من الداخل ،واليوم يعود اليهم دون ان يتعضوا من الماضي والقدر، وهم اليوم في خصام يغذيه الاجنبي المتربص بالوطن وهو في ذلٍ لأنه كفر.لكنهم اليوم في مدينتهم المحصنة المعزولة عن الشعب التي سموها بالخضراء،وما هي الابسوداءفي عيون الناس والزمن … في خوف وذلٍ ماكان منتظر، فالأصيل لايقبل الخيانة والمذلة حتى لو كانت بقدر، لكنهم لا زالوا يصرون على عدم المصالحة وتجاوز الخطر. انهم أغبياء الزمن وأغبياء القدر.

فهل لنا اليوم من أمل بالقدر…؟ لا فقدر الله حياة وهم اموات بلا قدر. اولادهم اموالهم كلها سيواجهها غدا القدر ليتنزع منهم كل باطل بقدر كما انتزعها من ثمود فما ابقى؟

ان التجارب التاريخية علمتنا ان الحرية لب الحياة ،وهي للجماعات الانسانية كالهواء والضوء والماء للنبات، وبدونها سيهلك البشر. الحكام يخافون الحرية للاخرين خوفا من تغيير لا تحمد عقباه في حال السلطة والوطن،انهم جهلة لا يعرفون ان سنن الحياة هي في حرية التعبير وحرية الأختيار وليست في مستلزمات القدر.

وبدونها يبقى المجتمع يسوء وتتوقف عجلة التاريخ في كل شيء حتى يأتي الغرق،فلو دامت لغيرك ما وصلت اليك ياجاهل في النظر، المليارات التي سرقتها ماذا تعمل بها غدا ستبقى للبنوك وآكلة الزمن ،الم تقرأ القرآن حين طغى قوم لوط وكفروا فجاءتهم الصيحة حتى أستقروا في صقر،يقول الحق : (ونُفخ في الصورفصعق من في السموات ومن في الأرض الا من شاء الله…..الزمر68).. لم ينجوا من الكارثة الا الذين قل حرصهم على الحياة واستهانوا بالمخاطر وانكروا الشر والظلم على البشر،يقول الحق 🙁 ثم نفخ فيه اخرى فأذا هم قوم ينظرون ،تكملة الآية). فكتبوا لانفسهم الابتعاد عن الزلل حتى ولو تعرضوا للخطر.لو سألتني هل خلق الله في التاريخ مثل هذا البشر ؟

4

لقلت لك نعم،انهم اهل البيت العظام الذين قال عنهم القرآن 🙁 انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا،الأحزاب 33 )،اهل البيت كل اهل البيت زوجاتهم والأهل، نعم انهم قوم بلا رجس ولا شر ولا حسد ولا جور ولا غدر ولا خيانة ولا حنث لليمين ولا اخلال بما تعاهدوا عليه امام الله والناس ،فهل يحق للزائغين عن مبادئهم ان يتعايشوا مع الناس بقدر…؟

انما هم ُطُهرُ ونفع وتضحية بقدر. فهل أتباعهم اليوم يستحقون اللقب بجدارة القدر…؟

مستحيل.

هل تعلم اخي القارىء ان جنكيزخان كان من طراز اللا بشر، حين جر على نفسه وبلاده الويلات بلا فكر ولا عقل ولا نظر.أما كان على صدام والذين جاؤا من بعده من حثالات الخيانة ان يقرأوا تاريخهم قبل ان يقدموا بالاعتداء على البشر؟ . فهل يتعض حكامنا اليوم مما حدث للسابقين بقدر.

في الحقيقة اننا يندر ان نجد جماعة تتقدم من تلقاء نفسها مالم تصاحبها قيادة طموحة وجريئة في القريب والبعيد من النظر.لان العكس هو الذي يوصل القيادة والناس الى المستحيل والخطر.لان كل تحرك تاريخي لا يصحبه تحول حضاري لا يحسب له حساب في التاريخ والقدر. فأنتقال الحكم من صدام الى المغييرين الجدد – الناكثين لعهد الله والوطن- دون تغيير في الحقيقة والواقع للوطن والبشر، يبقى انتقالا للسلطة من فئة الى اخرى دون تغيير في الحياة والبشر، كمن يُنقل من بيت الى بيت دون ان يبقى له أثر.فهل نفعت الاموال صدام والقذافي ومبارك حتى ينفع المالكي والاعرجي والنجيفي ومن لف لفهم من ازلام الجديد المطرود غداً من ظفر؟ .

هنا اعتبرَ المؤرخون والعلماءهذا الذي حدث كله عصرا واحدا ليس فيه أختلاف من نظر.

هده حقائق التاريخ ، فجورج واشنطن العظيم حين ارادوه ملكا على الامريكيين قال ..لا ، أمريكا للامريكيين من يجيد لعبة القدر حين قال : ان الدولة لابد ان تكون قوية وحاكمها قوي وعادل،فرد عليه احدهم ،هل تشك بعدالة الحكم وقوته وانت المحرر والحاكم اليوم؟ قال نعم ،انت لست بقادر عليه ابدا الا بمساعدتنا في حكم الدولة بدستورالبشر،من.يومها اقسم الكبيربعزمه ورجاحة عقله وحبه للوطن، مع نفسه ومؤيدية سوف لن يبقِ للطامعين لهم من أثر، مادام الغرباء يخططون لأنتزاع الحكم وتدمير الشعب والوطن.فهل يدرك القائد الجديد المنتظر اليوم في عراق الخيانة والمظاليم حكمة الزمن؟. وينحرف نحو ازالة الظلم من ارض الوطن…؟

لتكون الدولة والمواطن في مسار الظفر.لا… لان فاقد الشيء لا يعطيه ابدا عبر الزمن…؟

المرافقون للخيانة والدبابة والبندقية الذين باعوا سيف الامام علي(ع) للأجنبي،فهل اكثر من هذه الخيانة خيانة منهم لأهل البيت والوطن؟ وهل يحق لرئيس الجمهورية ان يبيع بندقية صدام للكويتيين تشفيا ،لا انها ما كانت بندقية صدام لكنها بندقية كل العراقيين،لكن الخيانة لا تقف امامها حقوق الوطن…لأنهم اصلا خانوه منذ ان سلموه بلا حقوق الوطن ؟ سيتكسرون غداً على خط القلم ..الم يقل القرآن الكربم (ن والقلم وما يُسطرون) لكن من يفهم القلم…؟

لا لن ينجوا خونة العراق اليوم الا اذا فهموا ما قاله القرآن في سورة القلم …؟

.

[email protected]