23 ديسمبر، 2024 3:34 ص

هل يمکن تغيير نهج النظام الايراني؟

هل يمکن تغيير نهج النظام الايراني؟

في خضم الاوضاع والتطورات الجارية والمرتبطة بالاوضاع في إيران، ومع زيادة الضغوطات على النظام الايراني والتلويح بالمزيد منها وإثارة ملفات قضايا لايمکن أن تحسم إلا في الجنائية الدولية، ومع قرب إنعقاد الاجتماعات القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة وبدأ المساعي من أجل إستصدار قرارات إدانة دولية جديدة ضد هذا النظام ولاسيما في مجال المجازر والجرائم التي إرتکبها بحق الشعب الايراني والمقاومة الايراني أو في مجال إنتهاکات حقوق الانسان، فإن النظام الايراني وخلال هذه الفترة يبذل المساعي المکثفة وبطرق واساليب ملتوية ومشبوهة معروف عنه من أجل أن يخفف من تلك الضغوطات من جهة ومن أجل أن يحول دون إستصدار قرارات إدانة دولية أخرى ضده، ولهذا فإنه يسعى من ضمن مايسعى للتحرك والإيحاء بأنه سيتبع سياسة ونهجا يضمن السلام والامن والاستقرار في المنطقة وإنه سيسعى للتقارب أکثر مع بلدان المنطقة، هذا الى جانب مايسعى إليه بنفس السياق على المستوى الدولي.
السٶال الذي يجب أن نطرحه هنا ونبحث عن إجابة شافية ووافية له هو؛ هل يمکن للنظام الايراني أن يسلك سياسة جديدة تضمن السلام والامن والاستقرار في المنطقة خصوصا والعالم عموما؟ بل ولکي نکون منطقيين وأکثر واقعية لابد من أن نعيد هذا السٶال بصورة أکثر وضوحا وهو؛ هل يمکن للنظام الايراني من أن يغير نهجه؟ من دون شك إن إلقاء نظرة على 4 عقود من تأريخ هذا النظام تتوضح لنا حقيقة دامغة وهي إنه دائما سعى وبکل الطرق المختلفة من أجل إيجاد ظروف وأوضاع مضطربة وخلق أجواء يسود فيها الفوضى والعبث، ومن خلال ذلك قام ويقوم بالتصيد في المياه العکرة.
ماهو السر الذي يقف وراء تمکن النظام الايراني من إختراق الجدار الامني لبلدان المنطقة وتحقيق أهدافه وغاياته فيها؟ من دون أي شك إنه يرتبط بکونه يعقوم بتصدير التطرف والارهاب الى بلدان المنطقة خصوصا والعالم عموما، وکما إن قمع الشعب الايراني الرکيزة الاولى في نهجه والسعي من أجل الحصول على أسلحة الدمار الشامل الرکيزة الثالثة في نهجه فإن تصدير التطرف والارهاب هو الرکيزة الثانية في نهجه وإن تخليه عن هذه الرکيزة أو أية رکيزة من الرکيزتين الاخريين يعني إنه سيعرض نفسه لخطور الانهيار والسقوط ذلك إن النظام برمته قد بني على أساس هذه الرکائز الثلاثة ولايمکن أبدا للنظام أن يقوم بتغيير أي منها بل وحتى إنه يقوم بألعاب ومسرحيات من قبيل مسرحية الاصلاح والاعتدال من أجل المحافظة على هذا النهج والتغطية عليه وليس التضحية به أو تغييره، والملفت للنظر هنا إن السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية والمعروفة بخبرتها الفائقة من حيث معرفة هذا النظام، أکدت دائما بأن هذا النظام غير قابل للتغيير أو الاصلاح إلا بإسقاطه ولذلك فإنه من الواجب على بلدان المنطقة والعالم عدم الانخداع به والاستفادة من الظروف والاوضاع الحالية من أجل تشديد القبضة أکثر على هذا النظام بما يعجل بسقوطه.