23 ديسمبر، 2024 9:14 ص

هل يمكن فصل الدين عن الدولة؟!!

هل يمكن فصل الدين عن الدولة؟!!

الدين إنتماء قلبي عاطفي لا علاقة له بعقل , بل أن العقل يكون مسخرا لتعزيز وتبرير هذا الإعتقاد , وأيا كانت العقيدة أو المنطلق الذي ينتمي إليه الشخص , فأنه راسخ متجذر وثابت في الكيان والضمير.
فلا يمكن فصل أي دين من أوعيته , فما أن يحل الدين في شخص , يتمثل فيه ويصبح من أصل كيانه ووعيه , ويبرمج مداركه ومنطلقاته التفاعلية مع محيطه.
فلماذا لا يتحقق الإهتمام ببناء الدولة , بدلا من إستنزاف الطاقات والقدرات في متاهات عبثية ترفع لافتات فصل الدين عن الدولة.
الدين لا ينفصل عن أية دولة مهما إدّعت!!
فما هي الدولة؟
أ ليست مؤلفة من أشخاص يتحملون مسؤولية إدارة شؤن البلاد ضمن مؤسسات فاعلة فيها؟
وبدون الأشحاص لاوجود للدولة , فماذا يعني فصل الدين عن الدولة؟
هل إقتلاع الأشخاص من الدولة , فكل شخص لديه دين , ولكي تعزل الدين عن الدولة عليك أن تزيح منها كل شخص يعتقد بدين , وهذا محال , إذ لا يوجد شخص بلا دين حتى ولو أعلن الإلحاد أو إدّعاه.
وهذا يعني أن القول بفصل الدين عن الدولة , نوع من الهذربة الجوفاء , التي أسهمت في تدمير الدولة والدين , فالمجتمعات المنشغلة بهذه الفرية لم تتمكن من بناء دولها , وأضاعت دينها وحولته إلى قوة معادية لوجودها , وتوهمت بأن الحياة في الدين , وتناست أن الدين في الحياة.
ومن هنا فأن فهم العلمانية على أنها فصل الدين عن الدولة إنحراف إدراكي , ووسيلة لتدمير المجتمعات والقضاء على وجودها القويم.
فانشغلوا ببناء الدولة , ودعوا لكلٍّ دينه وما يراه , فالدين حالة ملازمة للبشر منذ الأزل.
فهل سنبني دولة ودين , أم سنسعى نحو لا دولة ولا دين؟!!