22 ديسمبر، 2024 7:51 م

هل يمكن العيش دون الاستعانة بقدرات الحيوانات؟

هل يمكن العيش دون الاستعانة بقدرات الحيوانات؟

لا احد ينكر اهمية الحيوانات للبشر سواء اكانت واقعا ام مجازا . وما دور حصان طروادة (TROJIN HORSE )في حرب الاغريق ضد الرومان الا احسن دليل على دورها المجازي الحاسم في الحرب بينهما. فقد انتصر الاغريق في حربهم ضد الرومان التي كانت نتيجة اختطاف احدى اميرات الاغريق. حيث في نهاية الحرب  التي استغرقت سنين استعان الاغريق بحصان كبير  مصنوع من الخشب وفي داخله احتشد جندهمواسلحتهم واهدوه الى الرومان  بمناسبة انتهاء الحرب وقرارالاغريق بالعودة الى بلادهم ولكن في واقع الحال كان كل ذلك خدعة حيث اختبأ الاغريق خلف مكان مرتفع وجعلوا الرومان يكثرون شراب الخمر ويسهرون احتفاءا بذلك وحينها تم الهجوم من كل المواضع وتم الانتصار كما تقول قصة حصان طروادة .

اما في الصين في المنتصف الثاني من القرن العشرين فقد حاول احد اقوى زعماء العالم ماو تسي تونغ احداث تطور كبير في بلاده فقد قام بحملة القفزة الكبرى الى الامام ( The Great leap forward) وكان من ضمن  ما قام به محاولة تطوير الانتاج الزراعي والقضاء على الأفات الزراعية من خلال تدشين حملة الآفات الاربع(four pests campaign) وهي:  الفئران والذباب والبعوض والعصافير لانها كانت تتلفالمزرعات وتؤثر على الانتاج الزراعي بشكل كبير ولكن كان مردود هذا العمل سليبا على الصين لان ابادة العصافير(Sparrows)ادت الى انتشار الجراد بشكل كبير مما اثر سلبا على الانتاج الزراعي وسبب مجاعات في البلاد وحتى سببت ابادة العصافير ازمة دبلوماسية ما بين بولندا والصين لان العصافير كانت تلجأ الى حدائق السفارة  البولندية في بكين والسفارة لاتسمح بقتل العصافير. ولكن ماو ادرك خطأه والغى ابادة االآفات.. واقتصرت الابادة على الناموس  (Bugs).

اما في القية الثالثة فقد حدث في عام 2004  تسوانامي بفعل زلال ضرب قاع المحيط الهندي بلغت قوته 9.1 قرب سواحل اندونيسيا راح ضحيته 225 ألف شخص ممن يعيشون قرب السواحل في اثتي عشرة دولة من دول  المحيط. ووقع هذا العدد الضخم  من الضحايا بسبب عدم تحذير الناس  من وقوع الكارثة.

حيث فشلت اجهزة التحذير المبكر المحلية غير الاليكترونية  مثل حساسات الزلازل وحساسات المد والجزر من اطلاق تحذيرات واضحة  حيث كانت معظمها عاطلة عن العمل  بسبب امور الصاينة في الوقت الذي ينقص المناطق الساحلية  انظمة التحذير ذات الصافرات. كما فشلت الاتصالات العشوائية فيتوفير التحذيرات مع عدم وصول العديد من الرسائل النصية الى الهواتف النقالة.

الا ان قبل دقائق وساعات  قبل ارتفاع المياه الى ارتفاع 9.1  وتحطيمها  السواحل  اظهرت بعض الحيوانات احساسا بخطر  وشيك وحاولت الهرب . واستنادا لما قاله شهود عيان ان  الفيلة اسرعت  الى مناطق مرتفعة  وهجرت طيور الفلامنغو اعشاشها في المناطق المنخفضة ورفضت الكلاب الخروج الى خارج المنازل في القرى الساحلية  في منطقة بانغ كوي في تايلند. و كما ذكر السكان المحليون  ان قطيعا من الجاموس قريب من السواحل انتصبت اذانها وهي تنظر الى مياه المحيط وبعدها تدافعت الى قمة  تل قريب دقائق قبل حدوث التسونامي بدقائق قليلة قبل حدوث الكارثة والدمار

ونقل ناجون من الكارثة انهم رؤوا  ابقارا ومعيز وقطط وطيور تهرب و تتجه بعيدا عن السواحل بعيد الزلازال وقبل حدوث التسونامي كما تقول ايرينا رافليينا التي كانت في السابق جزء من مجموعة الامم المتحدة  الاستشارية  لاستراتيجية خطر الكوارث واصبحت الان  باحثة في معهد التنمية الالماني في بون . واضافت  رافييانا  ان العديد من اؤلئك الناجين  هربوا مع تلك الحيوانات بعد ذلك مباشرة.

وروى السكان المحليون في مناطق متضررة اخرى من المناطق التي حدث فيها التسونامي لسنة 2010 والذي حدث قرب سومطرة نتيجة  زلزال في المحيط ان عدد الضحايا بلغ مايقرب من 500 شخص في جزر منتاويه. الا انه هنا ايضا نقلت التقارير ان  رد فعل بعض الحيوانات كالافيال كأنها كانت تتعامل مع معلومات مسبقة مبكرة .  

وهذا ما يعزز النظرية القائلة  ان الحيوانات ربما لديها  انظمة تنذرها  بقرب حدوث كوارث طبيعية  وهذا مايثير بعض الاسئلة المحيرة مثل:  هل بامكان الحيوانات ان توفر للبشرية  انظمة تحذير مبكر؟

وقد اشارت  كتب التاريخ ان اول حالة تؤكد سلوك الحيوانات غير العادي قبل وقوع الكوارث الطبيعية وقعت في سنة 373 قبل الميلاد عندما ذكر المؤرخ اليوناني  ثوسيديديس كيف هجرت الفئران والكلاب والثعابين  وعائلات بني عرس مدينة هيليس  في الايام التي سبقت  وقوع زلزال كارثي. كما حددت تقارير اخرى زمن  وقوع زلزال نابولي  دقائق قبل حدوثه في عام 1805. واعتقد الباحثون انه دقائق قبل حدوث زلزلال نابولي  بدات الثيران والابقار والاغنام  والكلاب  والاوز تطلق في وقت واحد  اصوات تنذر بشيء غريب.  كما ذكرت التقارير ايضا  ان  الخيول بدات تهرب قبيل زلزال فرانسكو .  

ومع ذلك ، في حين أننا قد لا نكون قادرين على التحدث إلى الحيوانات بعد ، ربما حان الوقت لإيلاء المزيد من الاهتمام لتحذيراتها.

ومن هذا يتبين اولا ان وجود هذه الكائنات بيننا ليس عبثا والاهم من هذا كله اكتشف الانسان منذ القدم ان الكثير من هذه الحيوانات لها قدرات لايمتلكها الانسان ويمكن تسخيرها لفائدته كتجنب الكوارث الطبيعية قبل واثناء وقوعها وثانيا ان وجودها يخلق توازن بيئي وهذا يعني ان اي اختلال يؤدي في هذا التوازن يؤدي الى كوارث كالمجاعات مثلا.