22 ديسمبر، 2024 3:19 م

هل يمكن التفكيك بين الإيمان والدين؟ 3/5

هل يمكن التفكيك بين الإيمان والدين؟ 3/5

بعد هذا التقديم نعود إلى مفردتي (الإيمان) و(الدين)، ومفردات أخرى ذات علاقة بموضوعنا.

1. الإيمان = الإيمان بالله = الإلهية (Theism) بالألمانية (Theismus).

2. الإلحاد = عدم الإيمان بالله = اللاإلهية (Atheism) بالألمانية (Atheismus).

3. الدين = الإيمان بالدين/بدين، أو بالأديان/بأديان = الدينية (Religionism)* بالألمانية (Religionismus).

4. اللادينية = عدم الإيمان بأي دين = (Areligionism) بالألمانية (Areligionismus).

5. اللاأدرية = (Agnostizism) بالألمانية (Agnostizismus).

بعد سرد هذه المفردات أحاول أن أشرح كلا منها بشيء أكثر من التفصيل، وذلك مع ذكر ما يلتقي منها مع غيرها، وما لا يلتقي، ضرورة أو إمكانا.

1. الإيمان: بالضرورة لا يلتقي مع الإلحاد، بينما يمكن ولا يجب أن يلتقي إما مع الدين، أو نقيضه اللادينية. فبعض الإيمان ديني، وبعضه لاديني، أي مستقل عن الدين، بينما كل دين إيمان، وبعض اللادينية إيمان. ومن المهم الإشارة إلى أن المقصود بالإيمان هنا ليس مرادفا للإيمان بالمعنى الديني، وهو الإيمان النسبي والخاص بذلك الدين، ويقابله الكفر النسبي، أي بضرورات ذلك الدين أو بإحداها.

2. الإلحاد: من غير شك وبالضرورة لا يلتقي بدوره لا مع الإيمان بعنوانه الأعم، ولا مع الدين بعنوانه الأخص، وهو بالتالي ملازم بالضرورة للّادينية وعلاقته معها علاقة عموم وخصوص مطلقا، فكل إلحاد لادينية، ولكن ليس كل لادينية إلحادا.

3. الدين أو الدينية: يلتقي بالضرورة مع الإيمان، وبالضرورة لا يلتقي لا بالإلحاد ولا باللادينية، وقد بينت في (أولا) العلاقة بين الدين والإيمان.

4. اللادينية: تلتقي إمكانا مع كل من الإيمان بعنوانه الأعم والإلحاد، وبالضرورة لا تلتقي مع الدين، فكل إلحاد لادينية، وبعض اللادينية إلحاد، وبعض اللادينية إيمان.

5. اللاأدرية: هو موقف عدم الحسم في معرفة شيء أو الإيمان بشيء، فصاحب الموقف اللاأدري من أمر ما هو الذي لا يتخذ موقفا معرفيا أو معلوماتيا أو اعتقاديا من ذلك الأمر، أموجود هو أم معدوم، أصادق أم كاذب، ولا يحدد موقفه منه مصدقا أو مؤمنا، أم مكذبا أو كافرا به.

6. اللاأدرية الإلهية: اللاأدرية (Agnostizim) وبالألمانية (Agnostizimus) استخدمت بشكل خاص فيما يتعلق بالموقف من الإيمان أو عدمه بوجود الله، أي ما بين الإلهية أو الإيمان (Theism)، واللاإلهية أو الإلحاد (Atheism).

7. اللاأدرية الدينية: هي موقف عدم الحسم إيمانا أو عدم إيمان بالدين بمعناه العام، أي بأصل النبوة أو (الوحي) مع الإيمان بأصل التوحيد، أو أصلي التوحيد والمعاد في ضوء ضرورات العقل المستقل دينيا، أي اقتصار اللاأدريين الدينيين على الإيمان بالواجبات العقلية كونها يقينية، وعدم حسم موقفهم من الممكنات العقلية من مقولات الدين، التي هي ظنية أو احتمالية، وقد يتوزع المؤمنون اللاأدريون بين احتمال صدق الدين بنسبة ما فوق الخمسين بالمئة إلى ما دون المئة بالمئة، أو لنقل 60 – 90% أو 55 – 95%، أو احتمال الصدق بما هو فوق الصفر بالمئة إلى ما دون الخمسين بالمئة، أو لنقل 10 – 40%، أو 5 – 45%، أو أن يكون الاحتمال لاأدريا مطلقا، أي بدون ترجيح لكفة الإثبات أو كفة النفي، أي بنسبة 50% تماما لكل من الكفتين.

*: كل من مصطلح (Rligionism) بالإنگليزية و(Religionismus) بالألمانية بمعنى (الدينية)، ومصطلح (Areligionism) بالإنگليزية و(Areligionismus) بالألمانية بمعنى (اللادينية) هما من ابتكاري، وهما يقابلان مصطلحي (Theism) بالإنگليزية و(Theismus) بالألمانية بمعنى الإلهية أي الإيمان بالله، و(Atheism) بالإنگليزية و(Atheismus) بالألمانية بمعنى اللاإلهية أي الإلحاد.