18 ديسمبر، 2024 9:37 م

هل يلتقي الرئيس ترمب بخامنئي..؟

هل يلتقي الرئيس ترمب بخامنئي..؟

نتذّكر التصريحات الناريّة ،التي كان يُطلقها رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ، ضدّ الولايات المتحدة الأمريكية ، مهددّاً مَحو أمريكا من الوجود بالنووي، ويقابله الرئيس ترمب بالردِّ المُزلّزل، الذي لم تتوقّعه كورياً الشمالية، وحقيقة وصلت الإستعدادات والتحضيرات مدى خطيراً بينهما، حبس العالم أنفاسه ،لأن الرئيسين يتصرفان بعنجهية وجعجعة فقط،كان من الممكن أن يحصل تصادما ً نووياً بينهما،ولكن حضرت لحظة ملائكية، نزعت فتيل حرب نووية عالمية مؤكدة بينهما، وجلسا على طاولة التفاوض ،ووقّع الطرفان معاهدة صُلح طويلة الامد،وإنتهى العداء التأريخي بينهما، بعد أن سلمّت كوريا الشمالية ،كلَّ ما تريده منها إدارة الرئيس ترمب، وحتى الأسرار النووية الخاصة بإيران،اليوم يتكرّر نفس المشّهد ونفس التهديدّات والتصريحّات والحصار التاريخي القاسي بين إدارة ترمب وإيران، خاصة بعد إنسحاب ترمب من الأتفاق النووي الإيراني، وفتح هذا الباب واسعاً لتصعيد حرب التصريحات والاجراءات والحصار الامريكي لإيران، ففرضت أمريكا حصاراً قاسياً جداً، ورحلّت الشركات العالمية النفطية والاستثمارية من إيران، ومنعت أوروبا من إستيراد النفط الايراني، وفرضت حصاراً قاتلاً، على بنوك ايران والبنوك العالمية التي تتعامل معها، حتى وصل التومان الايراني أدنى مستواياته في التاريخ ، وإجراءات قاسية أخرى كوضع الحرس الثوري على لائحة الارهاب وكذلك أذرع إيران في المنطقة من ميليشيات وأحزاب، اليوم تعيش إيران أسوأ حال إقتصادي في تاريخها كله، تعمُّ فيها مظاهرات في جميع مدن إيران وشوارعها، وسوء خدمات وهبوط في العملة ومستوى المعاش للمواطن، في وقت يهدّد المرشد الاعلى خامنئي، وقادة إيران أمريكا ، بغلق مضيق هرمز وباب المندب،وبتوجيّه ضربات صاروخية نحو دول الخليج، إذا ما نفذت إدارة ترمب تهديداتها ومنعت النفط الايراني من التصدير،كلُّ هذا الصراع والادارة الامريكية تتعامل بهدوء ورويّة ، مع تهديدات خامنئي وروحاني وسليماني وولاياتي وغيره،كلُّ هذا يجري، وقد تخلّى عنها الروس الحليف القوي لإيران، وركب بوتين القطار الأمريكي الذاهب لتغييّر الحكم في طهران ، مهما كلّف الأمر، حتى لو المشاركة في التحالف الامريكي الدوليضد إيران، وأزاء هذا طرح الرئيس الامريكي ترمب مبادرة، سمح فيها الموافقة على اللقاء مع ايران وخامنئي بدون شروط مسبّقة، تماماً، كما حصل مع الرئيس الكوري الشمالي،هذا التصريّح رفضّته إيران ورفضه المرشد ، وإعتبروه مزحة قالها الرئيس، وأنهم لايثقون به أبداً، وزادوا بأنهم ليسوا كوريا الشمالية .لكي يقبلوا بهذا العرض المُهين، لإنهم يعرفون نتائجه الكارثية المستقبلية على حكم الملالي ، إذن ماذا يحتاج الملالي في طهران، لكي يوافقوا على هذا العرض التاريخي المغري لهم، وهم يعيشون اللحظات الاخيرة في الحكم، الذي يشرف على الانهيار الكامل ،كما صرح لاريجاني رئيس البرلمان الايراني محذراً المرشد والرئيس ،من ما سمّاه( الإنهيار الوشيك لأيران)، فهل يقبل خامني لقاء ترمب ،ويوافق على الشروط التي طرحها، وأعلنها وزير الخارجية الامريكي قبل شهرين وذكرها يوم امس، الشروط ال (12) ،المهينة لأيران حسب خامنئي، نقول ولنا تجربة مرّة مع إيران طوال ثماني سنوات من الحرب على العراق، وعشنّا نحن والشعب الايراني، عناد الخميني برفض ايقاف الحرب حسب قرار 598، والاستمرار بها حتى تجرع كاس السم الزعاف، ووافق مُكْرَّها وخاضعاً وذليلاً ، نعتقد أن خامنئي سيُكرّر، عناد سلفه الخميني ، وسيرفض لقاء ترمب ، وتاخذه العِزة في الإثم والعنجهية الفارغة في الردّ ،حتى يتجرّع ثانيةً، نفس كأس السُّم الذي تجرّعه سلفه الخميني من يدِّ العراقيين ، لاسيمّا وإن إيران الآن تغلي شوارعها بالتظاهرات ، ويستمر إقتصادها بالإنهيار والهبوط المريع ، حتى يعلن خامنئي تجرّعه كأس السم ،ولكن بعد فوات الأوان، عندّها ستشرق على شعب إيران شمسُ الحرية ،التي غابت لأربعين سنة مضت ،تحت حكم ملالي طهران الظلامي ، ولكن هل الرئيس ترمب، جاد في إطلاق مبادرته للقاء خامنئي وقادة طهران، أم هو تكتيك لإمتصّاص غضب الشارع الإيراني ،وسحب البساط من تحت ملالي طهران، وتحريّض الشارع الإيراني، على خامنئي الذي يصفّه المتظاهرون (بالموت للدكتاتور)، أعتقد وحسب قراءاتي للسياسة الأمريكية، أن مبادرة ترمب هي لتحريّض الشارع ضد خامنئي أولاً ، وثانياً إمتصّاص غضب الايرانيين على أمريكا، إذا ما قامت بعمل عسكري ضدّ منشآتها النووية، وصورايخها الباليستية ومخازنها، ومعسكرات حرسها الثوري ومقراته وغيرها، في وقت تقوم إيران من خلال أذرعها في اليمن بتحرشات وقصف للبوارج والسفن النفطية ، والتهدّيد بغلق باب المندب وهرمز، وإطلاق صواريخ إستفزازية حوثية تزودّها له إيران ،ضد دول الخليج العربي أكدتها الامم المتحدة، لزعّزعة أمن واستقرار المنطقة إدخالها في حرب عالمية ، ولفت أنظار العالم لأزمات في المنطقة ، وترك أمر وتغوّل إيران الداخلي، أعتقد السياسة الامريكية ،واضحة وواثقة في المضي قدُماً، وبكل الطرق والأساليب والإستراتيجيات ،لتغيّير نظام الملالي في طهران، ولم يبق إلاّ القليل من الوقت لهذا، وربّما يرتبّط بعملية تشكيل الحكومة العراقية للتفّرغ لإيران ، وما زيارات مبعوث الرئيس ترمب بريت ماكغورك ،وأقدم مستشاريه جاريد كوشنيرالى بغداد ،وتواجدهم الدائم فيها ،ليس من أجل عيون الأحزاب الطائفية الحاكمة، ولا من أجل سواد عيون العبادي او المالكي او العامري اوعلاوي، بل من أجل تثبيت حكومة تابعة بقراراتها لأمريكا، والادارة الأمريكية مصمّمة أيضا وقريباً جداً ،على إقامة حكومة الطواريء أو حكومة الانقاذ الوطني، والغاء الدستوروقرارات بريمر والاجتثاث وغيره،وإعادة ولادة عملية سياسية ،تضمن مشاركة جميع العراقيين فيها، بلا محاصصة طائفية ، ولا تبعيّة إيرانية ، وحلّ الميليشّيات ودمجها في الأجهزة والجيش، وبغير هذا وحسب قناعة وإستراتيجية ترمب لاحلّ للازمّة العراقية ومشاكلها، إلا بإبعاد إيران وأتباعها وأذرعها العسكرية، التي تريد خلط الأوراق الآن ،والتشويش وتشويّه التظاهرات الجنوبية وركوب الموجه، نعم التغييّر قادم لامحالة في كلّ من العراق وإيران، وهذا ما تبدو ملامحه واضحة وجليّة في التضييّق على إيران عراقياً وعربياً ودولياً، وما تصريحات الطرفين الامريكي والايراني، إلا لكسب ودّ ورضى الشارع العراقي والايراني، وكلّ من زاويته وإستيراتيجيته ، نعم إيران ستناور وتسوّف ،كما هي سياستها أزاء مبادرة ترمب، كما حصل مع الاتفاق النووي ،الذي إستمرت اللقاءات والمفاوضات مع أمريكا ومجلس الامن والامم المتحدة اكثر من 12 سنة، حتى تم التوقيّع بينها وبين هذه الاطراف، وفشل الإتفاق وكسبت إيران الوقت وضحكت به على أمريكا (اوباما )ومجلس الامن والامم المتحدة ،فهل تستطيع إستغفّال الرئيس ترمب، وتكرّر نفس اللعبّة بتسويّف اللقاء ،والمناورة فيه لكسب الوقت ، أم أن ترمب سيكون الأذكى من ملالي طهران ، ويفوّت الفرصة عليهم، أعتقد أن أمريكا فهمّت الدرس الايراني، ولن يتكرّر مطلقا، ولكن بطء السياسة الامريكية –وطول نفسها- هو السائد في التعامل مع قضايا كبيرة ومصيرية وخطيرة مثل إيران، وقضية خطرها على الشرق الاوسط ، وزعزعة استقرار وأمن المنطقة وخاصة دول الخليج العربي، الحلق الاستراتيجي الابدي لامريكا، فليس مهما ولا ذو جدوى لقاء ترمب- خامنئي في الوقت الحاضر، لأن الطرفين مصرّان على الذهاب الى الآخر للمواجهة، ولأن إسترتيجية ترمب لاتشمل إيران وحدها ، وإنما تشمل أذرعها وميليشياتها في العراق واليمن ولبنان وسوريا ، وهي تمثّل التحدّي الاكبر للسياسة والمصالح الاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط ، كما إعترف بهذا وزير خارجية ترمب ماك بومبيو قبل شهر..الرئيس ترمب مستعد للقاء خامنئي ولكن بشروطه، وخامنئي يرفض اللقاء،وسيقبل بعد ان يتجرّع كأس السّم الذي تجرعّه الخميني قبله ….