23 ديسمبر، 2024 8:30 م

كل المؤشرات والتصريحات والأحداث على الأرض في تركيا، تشير إلى عمل عسكري خطير ينطلق من تركيا باتجاه سورية ،والسبب سيطرة حزب العمال الكردستاني على خمسة مدن سورية مواجهة لتركيا تشكل خطرا مباشرا على تركيا في الوقت الراهن ،بإيعاز مباشر من نظام بشار الأسد ،نكاية بالموقف التركي المناوئ للإحداث السورية ووقوف تركيا مع ثورة الشعب السوري ،بالرغم من أن تركيا  ومنذ بداية الأحداث اعتبرتها شؤونا داخلية لا يجوز التدخل فيها ،ومع هذا اجبر نظام الأسد تركيا على أن تكون طرفا بالرغم منها ،وأنا هنا لا أدافع عن دور تركيا في الأزمة ضد نظام الأسد ،وإنما استعرض الأحداث لكي أوضح كيف أصبحت تركيا بليلة وضحاها عدوة لسورية من وجهة النظر السورية ،ولم يستطع النظام السوري تحييد تركيا وكسب مواقفها الإقليمية والدولية التي ترفض تركيا بشكل قاطع التدخل العسكري الأجنبي قي معالجة الأزمة ،بعد أن كانت العلاقات قبل أشهر( سمنا على عسل )، وهذا فشل سياسي فضيع لنظام الأسد ،مما أوصل العلاقة بينهما إلى مفترق الطرق هذا،بل وأكثر من هذا وصلت حد إعلان الحرب على سورية والتهديد باجتياح الأراضي السورية بسبب تخبط وفشل النظام في احتواء العلاقات التركية –السورية وجعلها في سياقها الطبيعي على اقل تقدير،بعد أن استقبلت تركيا آلاف المعارضين والعسكريين المنشقين وعوائل لاجئة هربا من بطش النظام ،وكانت تركيا دائما تفضل وتدعو إلى الحوار والحل السلمي لإنهاء الأزمة بين النظام والمعارضة ،وأشرفت على أكثر من مؤتمر للمعارضة على أراضيها ،وكانت هناك زيارات مكوكية اردوغان ووزير خارجيته إلى دمشق لتقريب وجهات النظر بين النظام والمعارضة قبل انفلات الوضع وانفجاره بالشكل الذي نراه الآن،إلا أن تعنت النظام السوري ودخول أطراف إيرانية وروسية على خط الأزمة ،قد أجج من توتر العلاقات التركية السورية وأوصلها إلى طريق مسدود،النظام السوري احرق كل المراكب مع تركيا ولم يبقي كوة للحوار خاصة بعد أن سلم حزب العمال الكردستاني مدنا محاذية لتركي ليهدد بها الأمن القومي التركي،ولم يدر أن هذا العمل الخطير قد فتح الباب على مصراعيه لتدخل تركيا وربما  اجتياح الأراضي السورية عاجلا أم آجلا،وهو عمل مبرر شئنا أم أبينا من وجهة نظر محايدة ،بالرغم من أن نرفض هذا العمل إذا حصل لا سامح الله ،وهو شرارة لتدويل الأزمة وإشعال حرب عالمية يكون سببها اجتياح تركيا لا أراضي سورية،في وقت هددت ايران وحزب الله بالوقوف مع سوريا عسكريا إذا تعرضت إلى عدوان أجنبي ،وهنا تكمن خطورة الوضع السوري الراهن،عندها تفلت الأمور من عقالها ،إذا ما علمنا أن إدارة اوباما والغرب وإسرائيل تدفع بهذا الاتجاه بشكل محموم،بعد فشلها في مجلس الأمن القومي باستصدار قرار يجيز استخدام القوة ضد سوريا ووضعها تحت البند السابع،وخلفها دول عربية مثل السعودية وقطر ،مع فقدان سيطرة النظام على معظم المدن السورية ووصلت المعارك إلى داخل دمشق وسقوط اغلب أحيائها المهمة وحول القصر الجمهوري ،من قبل الجيش السوري الحر وطلائع الشعب الثائرة ضد النظام،والتحولات الدراماتيكية  المتمثلة في انشقاق الدبلوماسيين والسفراء وقادة الجيش وأعضاء مجلس الشعب (سفراء سوريا في بغداد والإمارات وقبرص ومناف طلاس وغيرهم)،وهذا مؤشر واقعي على تخلخل النظام وهشاشة تركيبته وفقدان سيطرته على مقاليد الأمور التي خرجت كليا من يده وسنشهد انشقاقات أخرى وعلى مستويات أعلى بين القادة وربما انشقاق جماعي في الجيش والسلطة ،إذا هناك أكثر من سبب ومؤشر على هزيمة النظام وإصراره على إشعال الحرب العالمية ليدفع شعبنا في سورية ثمنا باهظا جدا كما دفعه ومازال  شعبنا العراقي العظيم، النظام السوري مصمم على الهزيمة وإدخال المنطقة في هذه الحرب تأخذه العزة في الإثم وعنجهية ايران وحزب الله اللذان يدفعان بالمنطقة إلى أتون الحرب على الأراضي السورية بعيدا عن أرضها  ،لضمان إكمالها برنامجها النووي العسكري الذي يهدد العالم بأسره،لذلك نرى إن ما فعله بشار الأسد بإيكال حماية المدن السورية لحزب العمال الكردستاني والاستقواء بحزب الله والحرس الثوري وفيلق القدس الإيراني ضد شعبه، وتهديد جيرانه عمل لا ينم عن حكمة ،بل هو حماقة المأزوم ،وسبيل المهزوم ،وعنجهية الحاكم الدكتاتوري،الذي لا يبصر سوى كرسي السلطة وبس،وهذا لعمري قمة الطغيان وفقدان البصر والبصيرة ،فهل يفعلها اردوغان ويجتاح سورية لإنقاذ بلده من تهديدات حزب العمال الكردستاني الانفصالي الإرهابي حسب تصنيف أمريكا، الذي يريده بشار الأسد سكينة في خاصرة تركيا وعامل تهديد لأمنها القومي،وهذا لا ترضاه تركيا وتقبل به ،مهما كلفها الأمر حتى لو تطلب اجتياح سوريا وإسقاط نظام بشار الأسد المتهاوي أصلا،وهو ما هدد به اردوغان ،فهل يفعلها اردوغان،،وكل التحليلات تذهب إلى هذا الخيار الصعب في الوقت الراهن ،مستفيدا من تطورات الوضع العسكري وانتصاراته على الأرض في عموم مدن وقصبات سورية وحتى العاصمة دمشق التي تنتظر الحسم القريب ..