23 ديسمبر، 2024 4:27 ص

هل يعرف الطالب في المدارس غير الحوزوية حقوقه؟

هل يعرف الطالب في المدارس غير الحوزوية حقوقه؟

منذ عشر سنوات والنجف تتعرض لظهور بعض المدارس التي لا يعرف الانسان الهدف من وجودها بالضبط وان كان القائمون عليها يدعون انهم يريدون بذلك زيادة حجم طلاب العلم في النجف لكن هذا الهدف لا يبدو واضحا من خلال التجربة التي استمرت لعقد من الزمان.
وعندما يلتقي الانسان بالطلبة الذين عاشوا حياتهم الدراسية في بعض هذه المدارس تجد انهم لا يعرفون حقوقهم العلمية بالنسبة للأساتذة والتعلم من الاخرين .
فاذا سالت بعضهم عن السؤال اثناء الدرس فانك ترى التعجب باديا على وجوههم وكانهم يردون على السؤال بسؤال : وهل يحق لنا ان نسال ؟
وهذا الفهم القاصر لطبيعة العلاقة ين الطالب والأستاذ جعل الوضع العلمي للطالب يضعف يوما بعد اخر بسبب هذا الجدار الظالم الموضوع بين الطالب والأستاذ.
وقبل مدة اردت ان اشرع في احدى المدارس قرارا يمنع الأستاذ من الاعتراض على الطالب الذي يسال لطن الحضور كانوا كلهم أساتذة فحاولت مع احد الأساتذة ان نضغط بهذا الاتجاه الا ان الحاضرين اكدوا ان الأستاذ هو الذي يحدد طبيعة الوضع لان الأسئلة كما قالوا تؤثر على الدرس مع ان الطلبة شكوا بصورة واضحة لا لبس من ان البعض من الأساتذة يهربون من الأسئلة بحجة التاخير وما شابه .
فشعرت ان الظلم الذي عشش في هذه المدارس لن يتم القضاء عليه الا بمعجزة وسالت احد الطلبة الجدين عن السؤال في الدرس فقال انني اسال لكن الأستاذ اخذ يعرض بي بصورة شخصية وصرت عدوا له واخذ يشهر بي امام الطلبة ويعلن أمام الجميع انه يكرهني بسبب السؤال فماذا علي ان افعل وهو ليس باستاذ فقط بل هو من ضمن الإدارة ويمكن ان يحاربني في التصحيح.مع اني عندما سالت الأستاذ عنهم فقال انهم طلبة بسيطون وليس عندهم مستوى يستوجب التعب والتدقيق وكان هذا خلاف الواقع لانهم احرجوه في الأسئلة.
واما بقية الطلبة فقد وجدتهم مستسلمين للوضع العام ولا يحركون ساكنا للتغيير وحتى الذين اكتشفوا الحقيقة يسكتون خوفا والاغلب فيهم هم الذين يعملون بطريقة براغماتية فيقارنون بين الكلام والسكوت فيجعلون الخطا الحاضر بديلا عن الصحيح الغائب فالحق عندهم ما يفيد وهذا وهم يعيشونه بسبب أوضاعهم الغريبة والبعيدة عن دور طالب العلم في المجتمع.فاذا لم يعرف الانسان حقه فلن يعرف التصرف الصحيح قد يجد ي الذل مغنما مع انه يستحق الكرامة وهذا الامر ليس خاصا بطلاب العلم بل هو عام لكل صاحب حق.
ولو خرج هؤلاء الى مساجد الحوزة لوجدوا ان طلاب الحوزة يسدون الهواء على الأستاذ الذي يفتح درسا دون ان يحق للأستاذ ان يناقش الا اذا كان يريد ان يترك الدرس ولا يعود الى هذا المقام من جديد.