بناء الأجيال أساس بناء الأوطان
توظيف عمل أوبرا في الطريق الصحيح كان السبب الرئيسى في تغير حياة عشرات الألاف دون أن تعلن أو تتفاخر أمام الناس والإعلام رغم انها من الوسط الإعلامي الذي يسهل لها المهمة في النشر والترويج وفي هذا عبرة تجعلنا نعيد التفكير في مفهوم المواطنة والعمل الصالح وتكاتف ابناءه لبناء المجتمع.
أن الله يرى الأيمان في صدق أعمالنا ومن المحزن ان نرى في بلادنا طلاب المدارس الصغار يجتازون أزقة الطين ويفترشون ألارض في صفوفهم طلباً للعلم وحولهم مراكز تجارية ومولات من ماركات عالمية ومشاريع أستثمار ليس لها علاقة بحاجة الناس ولا بالخطط السنوية للدولة هذا اذا كانت هناك جدية في تنفيذ أي من المشاريع الضرورية والبنى التحتية.
العاطلين عن العمل ومستوى الفقر في أعلى مستوياتهم بسبب فوضى الاستيراد العشوائي لكنك بالمقابل ترى السيارات الفارهة تجوب الشوارع والازقة المزدحمة. في بلدنا العزيز ترى صورتان صورة البؤس الشديد وصورة الثراء الفاحش ترى صورة الحاجة الى لقمة العيش ونقص العلاج وتردي التعليم وصورة الأسراف والبذخ وللأسف أن أغلب ثروات أهل الصورة الثانية هي من حق أهل الصورة الاولى. في بلادنا يسرقون ولكنهم يصلون ويصومون ويتفاخرون بأقامة موائد الرحمن ولكم أن تسألوا في هذا من تقلدوا أمانة المسؤولية ممن ازدهرت أحوالهم يوم جاعت أوطانهم ولم تمتلأ بطونهم يوما”من أموال الحرام.
يظهر الكثير من البرلمانيين والوزراء في الاعلام يتحدثون بنفاق العاجزين عن حجم السرقات والفساد المستشري في كل الوزارات ومرافق الدولة بدأ”من العمولات وحصص الاحزاب في عقود الدفاع والأمن مرورا” بالصحة والتعليم والقائمة لاتنتهي في مافيات المصارف ومزاد العملة . أما مشاريع ألاعمار في أغلب المحافظات ينطبق عليها قول أن كنت لاتستحي فأفعل ماشْت.
أن المسؤولية هي بقدر الصلاحية ورئيس مجلس الوزراء حسب الدستور العراقي هو المسؤول التنفيذي المباشر عن السياسة العامة للدولة والقائد العام للقوات المسلحة وكافة الاجهزة الامنية. لكن وللاسف كما هو الحال منذ عام 2006 فانه لم يقوم اي من رؤساء الوزارات بواجباته ودوره المطلوب لانه لا توجد في العراق حكومة مركزية تفرض هيبة ومفهوم الدولة بل حكومتان، الاولى يرأسها رئيس الوزراء والثانية يشترك فيهارؤساء الكتل الحزبية في البرلمان وتكتلات القوى السياسية والولايات المتحدة وبعض الدول الاقليمية الصديقة وحتى العدوة .
الشعور بالمواطنة والتكاتف المجتمعي اهم شروط بناء الوطن وعلينا الاعتراف بانه كلنا مسؤولون لانه إذا تمت سرقة قوت الناس ولقمة عيش الفقراء فيجب ان يخجل كل المجتمع والدولة لأن الجميع يلتزم المحاباة ويبقى ساكتا” عن الرشوة والفساد وسرقة المال العام وبنتيجتها يصل الخراب والنهب الى كل مفاصل الحياة.
لايكفي ان نطالب بمسؤول نزيه فإننا في حاجة الى شعب نزيه وصوته عالي في قول الحق ولاشك من وجود الكثير في مجتمعنا ممن يحملون القدر الكبير من النبل والشجاعة والطامحين لأصلاح البلد والبناء الحقيقي لانه من الضروري توجيه خطط الدولة والمشاريع الأسثمارية وكل أعمال الأعمار الى أهلها ومن يستحقها وحسب أولوياتها مثل بناء المدارس والمستشفيات وخلق فرص العمل الشريف الى الألاف من العاطلين في مجالات الصناعة والزراعة وبغيرها لن تستقيم الأمور.
ولنا جميعاً في ايام شهر الخير والصلاح شهر رمضان المبارك العبرة والتذكير.