23 ديسمبر، 2024 6:01 ص

هل يستطيع عادل عبد المهدي تشكيل الحكومة؟

هل يستطيع عادل عبد المهدي تشكيل الحكومة؟

لا يخفى ان اختيار الدكتور عادل عبد المهدي لتشكيل الحكومة جاء مفاجئة بكافة المقاييس غابت عن كواليس الكثير من مناقشات الساسة وصراع الكتلة البرلمانية الاكبر ، وان كان هذا الاختيار قد حقق معادلة صعبة حيث انه ازاح حزب عن سدة رئاسة الوزراء اولا؛ بعد ان تربع عليها مرشحيه لأكثر من اثنا عشر عاما. وجلب شخصية مرموقة ثانيا؛ اتفقت عليه اغلب الكتل الفائزة. وحقق إجماعا داخليا وإقليميا ودوليا ثالثا؛ لم تتاح فرصته لغيره من المرشحين في السابق. ومثل خيارا انقاذيا رابعا؛ باعتباره شخصية مستقلة عن الاحزاب الفائزة وعن اعضاء البرلمان ذاته وهو ما لم يتحقق في الدورات الماضية… والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يستطيع الرجل تشكيل حكومة بعيدة عن ضغوطات الاحزاب وعن مرشحيها؟.
كل شيء ممكن في عالم السياسة اولا؛ وفي عالم عادل عبد المهدي ثانيا؛ الذي يحمل رؤية في بناء الدولة تختلف تماماً عما يحمله بقية الساسة والقيادات ، فاستيزار التكنوقراط وتشكيل فريق وزاري عبر منصة الكترونية او مقابلات شخصية ممكن ان يجلب الى البلد فريق متجانس من الوزراء يعمل كلا في اختصاصه بعيدا عن الفساد والمحسوبية والمنسوبية ويكون قادرا بل جاهزا لمواجهة عظم التحديات المطروحة وذات الطابع الخطير الذي أودى بثقة الجمهور بالعملية السياسية واليأس الذي تسرب الى النفوس مع استشراء المحاصصة في أدق المناصب وأصغرها.
ان مهمة تشكيل الحكومة ضمن المدة الدستورية بمواصفات تختلف تماماً عن سابقاتها قد يحمل بعدا شبه مستحيل مع مطالبات الاستحقاق الانتخابي ورغبات واطماع بعض المكونات وميول وطموح بعض القيادات… واذا كانت المهمة كما تبدو ليست سهلة وقد لا تنتهي كما يشتهي رئيس مجلس الوزراء المكلف لأنه عاجلا ام آجلا يحتاج الى ثقة البرلمان بحكومته المكون اصلا من فسيفساء متنوع من القوميات والطوائف والاحزاب ، فإننا على ثقة تامة بقدرة الدكتور عادل عبد المهدي على تشكيل تلك الحكومة رغم كل الصعاب مثلما عرفناه في مواقف كثيرة وانه لن يتوانى لحظة واحدة عن فضح من يعرقل عمله مثلما نحن نثق بان من ترك المنطقة الخضراء في اول ايام عمله وانتقل للعمل بين الناس وخاطب الكفاءات عبر منصة الكترونية قادر على إنجاز المهمة على اكمل وجه وقد يفعلها داخل قبة البرلمان بانصياع اعضاء البرلمان لتشكيلته او تقديم استقالته وإحراج المعرقلين… وهذا ما لا نتمناه.