23 ديسمبر، 2024 7:48 م

هل يستطيع النجيفي دفع ديّة مئات الآلاف من ضحايا الارهاب في العراق !؟

هل يستطيع النجيفي دفع ديّة مئات الآلاف من ضحايا الارهاب في العراق !؟

وصف رئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي (من على قناة الحرة عراق) وصف معركة الجيش العراقي ضد ” داعش” في الانبار بانها “حرب طوائف” وطالب الحكومة والجيش العراقيين بعدم التدخل وترك ” ابناء  الطائفة السنّة ” وحدهم يحاربون الارهاب . ان هذا الوصف وهذه المطالبة تستظهر حقيقية  وبواطن هذا الرجل , وتكشف عن توجهاته السياسية والاخلاقية  . فاذا كان وطنيا مؤمنا بوحدة البلاد مثلما هو رئيس للبرلمان العراقي, فان هكذا رؤية وتوجه لا ينسجما مع الوطنية ولا يتناسبا مع المنصب الذي يشغله , الّا  اذا كان النجيفي طائفيا او منتسبا   للاخوان المسلمين  . ولا يمارس العمل في البرلمان الّا لتفعيل سياسة تحقق له اهدافه الطائفية او اهداف تنظيم الاخوان . ويؤكد النجيفي هويته الطائفية – دون ان يدري – عندما يذهب الى دعوة الحكومة والجيش بعدم التدخل في الحرب على ” داعش واخواتها ” وترك ابناء الطائفة السنّة ((وحدهم)) يحاربون التنظيمات الارهابية . هنا تتجلى حقائق مهمة وخطيرة جدا . منها ان النجيفي حليف وداعم للارهاب وهو يحاول استبعاد الجيش عن ساحة المعركة حتى تنتصر داعش واخواتها على اهل السنّة وتصادر كل قراراتهم وخاصة قرارهم الوطني , والنجيفي في هذه الحال يكون عدوا لاهل السنّة اكثر من عداء القاعدة لهم , او ان النجيفي قد اعمته طائفيته وانتمائه للاخوان المسلمين, فلم ير ابناء العشائر والضباط والجنود – من اهل السنّة – وهم يحاربون الارهاب , اما كجزء من الجيش العراقي او فصائل عشائرية مستقلة تحارب الى جانب الجيش او تسانده .
لو افترضنا ان الرجل وطني ولكنه طائفي ومنحاز لطائفته . ترى هل يحق لحكومة في اي بلد من العالم ان تترك شريحة من مواطنيها فريسة للارهاب !؟ وهل يحق للحكومة العراقية ان تسمح لتنظيم ارهابي – باعتراف العالم كله – ان يسيطر على مدن وقصبات وقرى هي مسؤولة عن امنها وحياة مواطنيها !؟ ولو افترضنا – جدلا – ان الحكومة العراقية استجابت لطلب ورؤية النجيفي بهذا الخصوص وتركت واجباتها ومسؤولياتها في المناطق الغربية ” السنّية ” . من سيمنع الارهاب ومفخخاته من الوصول الى محافظات الوسط والجنوب !؟ اليس من واجبات الحكومة محاربة الارهاب في حواضنه حتى لا يخرج عن هذه الحواضن على اقل تقدير . واذا كانت الحكومة الامريكية والحكومات الغربية  قد عبرت المحيطات والبحار واحتلت دول من اجل محاربة الارهاب . الا يحق للحكومة العراقية محاربة الارهاب على اراضيها !؟ ولو افترضنا – مرة اخرى – ان الحكومة العراقية ارجح عقلا من كل حكومات دول العالم واستجابت للنجيفي وتركت الارهاب يستفرد باهل السنّة , اليس من حق مئات الالاف من ضحايا الارهاب في الوسط والجنوب ان يأخذوا حقوقهم من النجيفي , صاحب دعوة منع الجيش من محاربة الارهاب !؟ واذا كان النجيفي يستطيع دفع ديّة مئات الآلاف من ضحايا الارهاب العراقيين في الوسط والجنوب “من اموال امراء وملوك الخليج”  فكيف يستطيع دفع حكم القضاء بحق من يدعم الارهاب ويقف معه ويحميه ويموله !؟
لا يكفي قول النجيفي انه ضد الارهاب , وانه مع الجيش العراقي وانه مع الوحدة الوطنية . لان من لم يكن ارهابيا عليه الوقوف مع كل من يحارب الارهاب وليس الدفاع عن الارهاب  , وعلى من يقول انه مع الجيش العراقي, ان يدعم هذا الجيش ويؤيده, لا ان يشكك به ويدعوه الى الانسحاب من الحرب ضد الارهاب , وعلى من يدعي الوطنية ان لا يكون طائفيا . واذا كان النجيفي يرى الحرب على الارهاب في العراق حرب طوائف , فكيف يرى هذه الحرب في مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب ونيجريا ومالي والصومال وحتى دول الخليج, وكلها (سنّية)  ناهيك عن اوروبا وآسيا  وروسيا وباقي دول العالم . هل من يحارب الارهاب في كل  هذه الدول والقارات هو شيعي المذهب  !؟  انّه منطق “نجيفي” فريد من نوعه في هذا العالم  !!!