23 ديسمبر، 2024 6:57 ص

هل يستحق الاب بولص وجع الرأس؟!

هل يستحق الاب بولص وجع الرأس؟!

منذ شهر تقريبا قطعت رأس الاب و القس و الإنسان بولص يعقوب بسبب عدم مقدرته على دفع الجزيه فسحبوه من كنيسة الرب وقتلوه في معسكر الغزلاني جنوب الموصل بعد ثمانية اشهر من اختطافه وتم تفجير كنيسة الطاهرة للسريان الارثوذكس بعد نهب محتوياتها والتي تعتبر من اقدم كنائس الموصل و أكبرها !
هل يتوجب علينا الان ان نتباحث و نتسائل عن حكم فقهاء الموت فيمن يعجز عن دفع الجزيه ؟! و ما حكم الانسانيه أصلا في الجزيه ! و ماحكم العراقيين في صمتهم المخزي و لعلعتهم العاليه في المسائل الطائفيه فقط؟!!!
ذكرني هذا القس بالاب بولص الذي كان صديقا لي وكنت ازوره بدايات عام ٢٠٠٦ في الكنيسه كل اسبوع تقريبا في وقت كانت الشوارع ملأى بالكلاب التي تقتات على الجثث المتعفنه ، كنت اساعده انا وصديقي بكل ما نستطيع فصديقي يشتري له كل ما يحتاجه لأنه لا يخرج بسهولة وانا اصلح له الكمبيوتر الخاص و ارتب له بعض اغراضه، كنت اجلس معه نتحاور و نستمع كثيرا الى فيروز وكان يحبها جدا و يعشق كل تراتيلها و اغانيها ، كنت اسميه الاب بولص رغم اني كنت من ديانة اخرى غير ان الله محبة كما قال يسوع ، كنت وقتها مسلما لانني اليوم ماعدت لا مسلما في نظر المسلمين ولا مؤمنا بنظر المؤمنين ، فإخترت من بين هذا الركام ان اصنع لي دينا اشعر من خلاله بالشرف ، و يكفيني ان يكون في صدري حين أموت.
رحل بعدها الاب بولص وترك العراق و أنا هاجرت بعده أيضا وفرقتنا الدنيا و منها وحتى يومنا هذا تزداد ثقتي مع كل ساعة من حياتي ان من يؤمن بالمحبه في العراق ستكون نهايته مثل بولص يعقوب لانه فقط رفض الخروج من العراق واختار البقاء في الكنيسة  حتى انتهت ايامه على الأرض تحت سيوف فقهاء الموت.
ولكن.. هل نسمع؟ هل نكتب ؟ هل نقول ؟ هل ننتقد؟ هل نقلب الدنيا ام ان الرجل مسيحي ولا يستحق وجع الرأس؟!! فنحن شعوب لم تتعود النظر خارج حدود الطائفه فكيف سننظر خارج حدود الدين؟!!! ثم انهم اقلية و انت اكثريه فلا يجب البكاء في العراق الا على جماعتك ولا يتم الحزن الا على مأساتك! مقرفين.. لم تنتقدوا حتى حرق الكتب في مكتبات الموصل و سرقة النفيس منها وتهريبه ولا هدم الاثار ولا تهريب الكثير منها !
انظروا كيف مسخت الطائفيه الارواح حتى صارت تصطنع كل شيء حتى المشاعر و الإنسانية! 
اقول.. إن كانت للجنة ابواب فلن تفتح الا لبولص و لن تغلق الا في وجوهكم و في وجه فقه الموت و الكراهية من كل الطوائف و الأديان و المعتقدات.