ربما يلعبها السيد حيدر العبادي لعبة (اسطة) ويستثمر شعبية ومقبولية الدكتور اياد علاوي لدى معظم الأطراف العراقية ، وخصوصا تلك التي أصابها ما أصابها من خلال سياسات الجهل والانتقام والأمتهان ، وفي ملفات شائكة حساسة ملحّة مثل الأمن والمصالحة الوطنية .. بعد ان ارسل علاوي عدة رسائل تطمين وتأييد ودعم واستعداد للمشاركة الحقيقية في حكومة (بناء) شاملة بقيادة السيد العبادي .. فمن المؤكد أن علاوي سيكون عامل اختزال واختصار لكثير من بيروقراطية التحاور مع تلك الأطراف المتواجدة بين سندان داعش ومطرقة نيل الحقوق ، بحكم أن (الجميع) يثقون به ويعلمون انه رجل كلمة وموقف ، ولم يغير مبادئه ابدا رغم كل التغيرات الخطيرة المتسارعة في البلد والتي دوّخت حتى أكثر المحللين العراقيين خبرة وكفاءة .. وسيجلب الحلول المقبولة (من الآخر) كما يقال على أقل تقدير ويضعها على طاولة السيد العبادي مختصرا الدم والجهد والوقت والمال .. ذلك ما يخص المصالحة الوطنية .. أما الملف الأمني فالرجل يمتلك من الحزم والعزم والحسم في مقارعة الأرهاب والخارجين عن القانون ما يمكنه من رسم سياسات أمنية حقيقية تدعم توجهات السيد العبادي وتوجهات التحالف الوطني (المعلنة) في بناء مؤسسة عسكرية وامنية احترافية كفوءة بعيدة عن المحسوبية والجهوية ….. وحقيقة فأن استثمار شخصية علاوي في هذه المرحلة الحرجة هو (أحسن الأسلحة) المتيسرة وأكفئها في الوقت الحاضر بيد السيد العبادي ، ان كان دولة الرئيس المكلف يريد العمل باستقلالية وشجاعة بعيدا عن اوامر الولي الفقيه وضغوط (الجماعة) ونظريات المؤامرة التي اعتاشوا عليها ، وستكون تلك اولى خطوات نجاحه المؤكد .. بعد ان تيقن الجميع أن شعبية أكبر سياسي ( سني ) ضمن فريق ساسة الطيف السني المشترك في العملية السياسية الحالية لا تساوي عشر شعبية علاوي (الشيعي) لدى معظم سنّة العراق ان كانوا في (الممانعة) او في جماعات التأييد ، بغض النظر عن شعبيته لدى الطيف الشيعي الكريم .