23 ديسمبر، 2024 4:09 ص

هل يخضع الرب لقوانين الانتقال والتوازن الحراري ؟!

هل يخضع الرب لقوانين الانتقال والتوازن الحراري ؟!

بصرف النظر عن الإعتقاد بالرؤية – رؤية الرب – التي يقول بها إبن تيمية وأتباعه وشيوخه والتي قسموا لها أبواب ومجلدات في كتبهم وراحوا يكفرون من خالفهم بهذا الشأن تجدهم يجسمون الله سبحانه وتعالى وحدوه وجعلوه خاضعاً لقوانين الطبيعة الفيزيائية والكيميائية وبالتحديد لقوانين الانتقال والتوازن الحراري, وهذه بدعة أخرى – ليست بجديدة – تضاف إلى بدعة الرؤية, وهم يحالون أن ينكروا هذا الأمر بتبريرات واهية والتفافات غير عقلية ولا منطقية من أجل خداع الناس والتغرير بهم, لكنها قضية ثابتة ولا يمكن أن ينكرها أحد.وهنا نذكر مورد من أئمة وشيوخ التيمية ونعلق عليه بعدة تعليقات لنجعل القارئ الكريم يعي حقيقة هذا الفكر الوثني الذي لا يختلف تماماً عن الفكر الوثني الإغريقي الإسطوري الذي صور إمكانية رؤية الرب وتعدد صوره وأشكاله وأخضعه لقوانين الطبيعة…الإمام أحمد بن حنبل …عن معاذ بن جبل “رضي الله عنه” قال: {{احتُبِس عنا رسول الله “صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم” ذات غَداة في صلاة الصبح، حتى كِدْنا نتراءى قرنَ الشمس، فخرج رسولُ الله “صلى الله عليه وآلِه وسلّم” سريعًا، فثوّب بالصلاة، وصلّى وتجوّز في صلاته, فلمّا سلَّم قال “صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم”: {كما أنتم على مَصافِّكُم }, ثم أقبل إلينا فقال “صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم”: {سأحدّثكم ما حبَسَني عنكم الغَدَاة: إني قمت مِن الليل، فصلّيتُ ما قُدِّرَ لي، فنَعَسْتُ في صلاتي حتى استثقلت، فإذا أنا بربّي (عزّ وجلّ) في أحسن صورة، فقال (تعالى): يا محمد، فِيمَ يختصمُ الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب… فرأيته وضَعَ كفّه بين كتفَيّ حتى وَجَدْتُ بَرْدَ أنامِلِه في صَدْري، وتجلّى لي كلّ شيء وعرِفْتُ… وقال رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم”: {إنّها حقّ، فادرسوها وتعلّموها}..}}…
مصادر الحديث : أخرجه الإمام أحمد في المسند5// الترمذي: السنن5: التفسير: سورة ص: وقال {هذا حديث حسن صحيح، سألت محمد بن إسماعيل – يعني البخاري – عن هذا الحديث فقال: هذا حديث حسن صحيح}// ابن خَزِيمَة (خُزَيْمَة) في التوحيد2: وقال إنّها “أشبه بالصواب”// والحاكم في المستدرك 1/521// الطبراني في المعجم الكبير20// والقاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات1// ابن عَدِي: الكامل6// الرد على مَن يقول القرآن مخلوق: النجاد الحنبلي// تهذيب التهذيب6: ابن حجر العسقلاني.وها نعلق على هذا الحديث الذي يعتقد به التيمية وشويخهم وأتباعهم, ونقول :
التعليق الأول : ما ذكره المرجع الديني العراقي الصرخي في المحاضرة العاشرة من بحث ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الإسطوري ) من تعليق على هذا الحديث, حيث قال :{{{… {فإذا أنا بربّي (عزّ وجل) في أحسن صورة} لم يخبرنا أحد التيميّة والتوحيد الأسطوري مِن ذاك العصر إلى يومنا هذا، لم يُخبرنا أحدُهم وبدون تأويل أنّ الربّ في أحسن صورة بالمقارنة والتفضيل مع أي صور؟!! (أ) هل بالمقارنة مع باقي صور الربّ، فأتاه هذه المرة في أحسن صور الربّ؟!! لكن هل اتاه بالأسود والأبيض أو بالملوّن؟!! وهل أتاه (SD أوHD أو D 3)؟!! (ب) أو بالمقارنة مع الشباب المُرد الجُعد الأقطاط، ولم يخبرنا التيمي عن كون هؤلاء الشباب المُرد الذين قورنت صورة الربّ بهم فكان أحسن مِن صورهم، فهل هؤلاء مِن شباب المعتزلة أو الأشاعرة أو الشيعة، أو مِن شباب الصابئة أو الحرّانيّة أو النصارى أو اليهود أو غيرهم، أو مِن الشباب الخليط مِن كلّ أولئك، كي تكون عندنا صورة أوليّة مسبقة عن هيئة ولباس الربّ وحسب انتماء الشباب المُرد الذين سنقارن مع صورهم؟!!! ولو تفضّلوا علينا وأخبرونا هل الشباب المِثْلي مشمول بالمقارنة أو لا؟!! والمصيبة يكفِّرون الناس ويبيحون دماءهم وأعراضهم وأموالهم بافتراءات الإشراك والوثنية والارتداد والجهميّة وعبادة القبور والسحر والزندقة والصحوات والرافضة وعبّاد الصليب والطاغوت واتباع الطواغيت.
هنا يتحدَّث بكلّ صراحة ووضوح عن وضع الربّ كفّه بين كَتِفَي الرسول “صلى الله عليه وآله وسلّم” !!! التفتْ جيدًا واحفظ القول إنّه وضع كفّه وليس بعض كفّه، وليس أِصبِعَه، وليس بعض أصابِعِه!!! إنّه وضع كفّه بين كَتِفَيْهِ!!! أي أنّ ما بين كتفي الرسول “صلى الله عليه وآله وسلّم” قد استوعب كفّ الربّ، أي أنّ كف الربّ بنفس مساحة وحجم كف الإنسان العادي، كَكفِّك وكفّي وكفّ الآخرين!!! والمصيبة الأعظم أنّ ابن تيمية لم يكتفِ بالكف، بل كعادته المتميّزة جدًا في التجسيم، فإنّه تحدَّث عن اليد وليس فقط الكف، فوضع الربّ يدَهُ بين كَتِفَي رسوله “صلى الله على رسولنا محمد وعلى آله وسلّم”، قال تيمية {إنّ ربّه أتاه في المنام، وقال له هذا، ووضع يده بين كتِفَيْه}. أكثر مِن ذلك، فإنّهم يزعمون وبدون تأويل أنّ الرسول العظيم “صلى الله عليه وآله وسلّم” قد شعر ببرد أنامل الربّ، بمعنى أنّ قوانين الانتقال الحراري والتوازن الحراري بين الأجسام تَشْمِلُ كَفَّ وأنامِلَ الربّ!!!. هذا هو الربّ المرئي بالعين بالنظر والبصر والمحسوس بالْمَسّ والّلمْسِ، فأيّ ربّ هذا ؟!! ولو بقينا على الشاب الأمرد واحتَرَمنا أنفسَنا، لكان أفضل لنا!!! تعالى الله وسبحانه عمّا يقوله المجسِّمة التيميّة الأسطوريّون!!! ويقولون نحن فقط وفقط وفقط الموحِّدون ويكفِّرون باقي المسلمين وأهلَ القبلة ومتّبعي الأديان وغيرهم، ويسفِكون دماءَهم بأبشع الطرق والوسائل الإرهابية القذرة!!!…}}}.التعليق الثاني : من المعلوم عند كل من درس الكيمياء والفيزياء إن الحرارة هي شكل من أشكال الطاقة تترافق معها حركات الجزيئات والذرات أو أي جسيم يدخل في تركيب المادة, والبرودة هي درجة من درجات الحرارة, وتنتقل الحرارة من الجسم الساخن إلى الجسم البارد ولا يحدث العكس، هذا هو منطوق القانون الثاني للديناميكا الحرارية, وتستمر الحرارة في الانتقال حتى تتساوى درجة الحرارة في الجسمين ويصل الجسمين إلى حالة تسمى ” التوازن الحراري” وهذا يعني وبحسب المنطق التيمي إن برودة ” يد وأنامل ” الرب عبارة عن شكل من أشكال الطاقة وفيها جزيئات وذرات وهذا يعني إنها مادة وكتلة وبما إنها جزء من الرب فهذا يعني إن الرب هو عبارة عن مادة وكتلة وجسم. هذا من الناحية الفيزيائية والكيميائية بصرف النظر عن التجسيم الواضح في الحديث ” يد وأنامل ” وأجمل هيئة, وبهذا الأمر أخضع التيمية وشيوخهم الرب لقانون التوازن والإنتقال الحراري.
التعليق الثالث : ماهو الفرق بين رب التيمية ورب اليونانيين الإغريق الذين يعتقدون بتعدد الآلهة وبتجسيدها وتجسيمها وإمكانية رؤيتها وخضوعها لقوانين الطبيعة الفزيائية والكيميائية وللموت والفناء, فهل رب التيمية له أسم معين, كزيوس أو بوسايدون أو أبولو أو إسمه ” الجعد القطط الأمرد ” ؟!.