23 ديسمبر، 2024 5:40 ص

هل يخشى السياسيون صلاة العيد الاكبر؟!

هل يخشى السياسيون صلاة العيد الاكبر؟!

تعرض الواقع العراقي للتغيير، شاملاً كل المجالات، سيما السياسة منها، فتصدر هذا المجال أجيالاً مختلفة ومتعددة، إجمالا يُمكن تصنيفهم الى ثلاثة أصناف، متواضعون، إكتسبوا بعض الخبرة من خلال مُمارستهم لهذا العمل، ومُختصون، درسوا هذا العلم دراسةً علميةً، وسياسيون من طرازٍ خاص.
تنوع المدارس السياسية الحديثة، جعل للعمل السياسي خلفيات وأدوات مُعقدةً ومُتناقضةً، الوقت الذي رفعت به الحواجز مابين السياسيين وأشباه السياسيين، مُعرفةً الجاهل على إنه عالم والفاشل على إنه ناجح، نفسه الوقت الذي وضعت به أمام سياسو الطراز الخاص حوجزاً للحيلولة دون أخذ مساحتهم الحقيقية ودورهم الكبير في تاريخ الأمم، الْمُرَاد لها ان تكون خاضعةً ضعيفةً مُتناحرةً.
الوقت الذي وجد فيه سياسيو الطراز الخاص، الخبراء في علم السياسة، على الجانب الاخر نشأ جيل من اشباه السياسيين، الذين تبنوا منهج التقلب السياسي على حساب الوطن والقضايا الوطنية، فبدأوا يُتاجرون بقضايا الوطن من اجل مصالحهم الخاصة، فتراهم يتذبذبون في مواقفهم ويجاملون، رغم كونهم لا يمثلون النهج السياسي السائد او العام او الصحيح، إلا إن لهم صوتاً عالياً، بداء يقترب من المساس بقضايا حساسة، واصبحوا مجموعة بدأت تكبر يقف خلفهم ويغذيهم اجندات خارجيةً وداخليهً رخيصةً.
عمار الحكيم يُمارس دوره رئيساً للتحالف، مُعيداً الروح لمنصب كان قبلهُ شكلياً تشريفياً، صانعاً نقطة تحولٍ كبيرة في منهجية السياسات الخارجية المُتبعة، مُنفتحاً على مُحيطهُ العربي، بعد إنغلاق وإنكماش دام طويلاً، لتنطلق من الجانب الأخر، حملةً يقودها أشباهُ السياسيين، محاولةً مِنْهُم تشويه الغرض منها، حتى أصبحت فيما بعد زيارات المُحيط العربي مشروعاً وطنياً، و لا ننسى قبلها مشروعهُ الوطني، الذي وصفهُ البعض من خبراء المُصطلحات إنبطاحاً، رغم ما فيه من صّون وحفظ للدماء والتضحيات الغالية، وإنتصاراً مُمهداً لدولة المواطنة والقانون والمؤسسات، حتى أصبح جلوس المُنتصر على طاولة المُفاوضات، نصراً وعزاً وفخراً، أما عن مشروعهُ في دولة الشباب، مُصدراً مِنْهُم قادةً بعد تمكينهم، وما قُبل به من إستهزاء وإستهجان خفياً وظاهراً، ليس علينا ببعيد، و لم يمُر عليه إلا القليل من الوقت، ليُصبح مشروعاً يُنادي به الجميع!، ويبدوا إن الأمثلة والمصاديق مع هذه الشخصية لا تنتهي، وإستمراري بسردها سيحول هذا المقال الى قصةً طويلةً لفكر، مُستشرفاً في نظرته، عميقاً في رؤيته، مُعتدلاً في مُتبنياته، جريئاً في قراراته، وطنياً في توجهاته، وضعاً حساباته لكل شَيْءٍ بدقة، مُستثنياً منها مصالحهُ ومُكتسابته.
غداً أول أيام عيد الأضحى المُبارك، وأغلب الظن إن الحكيم سوف يؤم المُصلين في صلاة العيد، في الإعلان عن شَيْءٍ ما، لان هذه المُناسبات يحسّن كثيراً هذا القائد المُجدد المُحدث المُبتكر المُخترع، إستخدامها، تُرى هل التنبؤ بخطوات هذه الشخصية الفذة والعلامة الفارقة، بحاجةً الى مُتبصرين أو خُبراء في علم الروحانيات، لمعرفة خطواته؟، كلا، هذا الرجل يتحرك وفق قوانين ومُعادلات إستشرافية، غايةً في الدقة، وحدهم أصحاب العقول الكبيرة قادرين على معرفتها قبل حدوثها، فمن لا يرى من الغربال أعمى بالفطرة مع سبق الإصرار والترصد، و من لا يساند الحق مجرم بالمشاركة مع سبق التخطيط والتدبير، و من لا يواجه الظلم فاسداً بالتفكير مع سبق الإضرار والتخريب، و من لا يبارك أصحاب الحق خائناً بالمعاملة مع سبق التشهير والتشويه.
تُرى هل يخشى السياسيون صلاة العيد الأكبر؟!، فهذا الرجل لا يُجامل و لا يؤمن جانبهُ في إظهار الحق، فالذي سلم ملفات النصراوي للنزاهة، بعد أن قام بنفسه على تحقيق ليس من واجباته، بفرض ان هُناك أجهزةً رقابيةً حكوميةً، مُستخفاً مُستصغراً كل الحملات التسقيطية، لا أستبعد إن هذه الليلة ستمر طويلةً ثقيلةً على كل فاسدٍ، كما وستمر كذلك على الفُرَقاء، خوفاً من مشروعٍ أخر، يضعهم في دائرة الإحراجٍ من جديد..