انتقلت أزمة ترشيح شخصية بديلة للحلبوسي من دائرتها السنيّة الى الدائرة الشيعية بعد ان تسلّم الاطار التنسيقي اربعة اسماء مرشحة لإشغال المنصب .وهو ما اعلنه الاطار التنسيقي في اجتماع خاص بحضور السوداني .
لم يفلح اجتماع حزبي السيادة (بزعامة الشيخ خميس الخنجر) و تقدم (بزعامة الحلبوسي) من ترشيح البديل بسبب إصرارالحلبوسي على أن يكون البديل من تقدم ، وهو ماترفضه قوى مهمة في الاطار التنسيقي على رأسها دولة القانون والعصائب ، فهواهم مع محمود المشهداني المدعوم من عزم مثنى السامرائي ، فيما هوى الحاج هادي العامري ومنظمته بدر مع مرشح عن تقدم والسيادة ، متفادين الذهاب بالازمة الى ابعد من الاطاحة بالحلبوسي فيما المالكي يذهب الى ابعد مديات الازمة بالاطاحة ، ليس الرسمية بالحلبوسي ، بل الاطاحة السياسية المكتملة واخراجه من لعبة العملية السياسية في البلاد .
وسط هذه الخلطة والتعقيدات وتشابك وتضارب المصالح والنظر بحذر الى الأجندات الاقليمية والدولية ، يحاول زعيم حزب السيادة خميس الخنجر الخروج من الأزمة بتوافق سنّي وقبول شيعي وعدم اعتراض كردي ، وهي محا ولات محفوفة بمخاطر سياسات كسر العظم التي تنتهجها بعض قوى الاطار التنسيقي وقوى سنية تر ى ان الفرصة سانحة أكثر من أي وقت مضى بالإجهاز على أي مستقبل سياسي لمحمد الحلبوسي الذي مازال يكافح لتقليل حجم ومستوى خسائره بالتصرف كزعيم سياسي قوي خارج الهالة الرسمية التي يسعى الى العودة اليها من الشباك ، رغم النصائح التي وجهت له من انالمحكمة الاتحادية قد دقت المسمار الاخير في نعش منصبه الرسمي كرئيس للبرلمان بقرارها البات والملزم وغير القابل للطعن والاستئناف .
لايسعى الخنجر مع سياسات البعض في الاطار بقراءة سورة الفاتحة على جثمان كرسي الحلبوسي ، رغم ان المنطقي ان يستثمر الخنجر فرصة الايقاع بمنافسه في الانبار تحديداً ومازال يتعامل مع الازمة باخلاقية الفرسان ويسعى الى فصل موضوع تصفية الحسابات مع الحلبوسي عن قضية اختيار رئيس جديد للبرلمان ، ربما لايكون من ضمن الاسماء المتداولة ، فقد علّمتنا التجربة العراقية على عنصر المفاجأة في اختيار الرئاسات ، وعلى الاغلب ان الاسماء المطروحة هي بالونات اختبار للنوايا حتى ظهور مرشح تسوية جديد قد يخرج الينا من تحت معطف خميس الخنجر !
الكرة التي في ملعب الاطار التنسيقي بعد تسلم الاسماء ، قد تدفع قوى مهمة فيه ، وتجنباً لخلاف شيعي ـ شيعي داخل الاطار ، الى الدفع بتأجيل الاختيار والأزمة معاً الى مابعد انتخابات مجالس المحافظات ، وهو سعي يتحفظ عليه السنّة والكرد معاً
لأن ذلك يعني هيمنة التنسيقي على الحكومة والبرلمان معاً .
بانتظار ما سيسفر عنه معطف الخنجر، من الدفع بأحد المرشحين الأربعة الى كرسي الرئاسة أو ترجيح عنصر المفاجأة ، ستبقى لعبة الكراسي الجهنمية قائمة في البلاد حتى اشعار آخر !!