22 ديسمبر، 2024 8:12 م

هل يتمخض مجلس مكافحة الفساد عن فأر !!

هل يتمخض مجلس مكافحة الفساد عن فأر !!

سنكون إيجابيين في النظر الى تشكيل ” مجلس مكافحة الفساد ” رغم وجود هيئة النزاهة والمفتش العام والرقابة المالية وغياب دور المدعي العام !
ومع كل هذه المؤسسات أنتج لنا المجلس محكمة مختصة لملاحقة كبار الفاسدين والمتهمين بعمليات غسل الأموال وهدر وسرقة المال العام ، مدعومة بقوة أمنية تكون مهمتها تنفيذ أوامر القبض والتوقيف التي تصدرها المحكمة الجديدة .
لن نسأل عن دور هيئة النزاهة بوجود المجلس الجديد ولا عن دور محاكم القضاء بوجود المحكمة الجديدة ولا عن دور كل تشكيلاتنا الامنية بوجود قوة جديدة مهمتها تنفيذ أوامر المحكمة الجديدة التي تتخذ قراراتها بالملفات التي يرفعها لها المجلس الجديد.
سنكون إيجابيين إلى أقصى الحدود ولن نفتح النيران على محاولة السيد عادل عبد المهدي بإيجاد مؤسسات جديدة لمحاربة الفساد القديم – الجديد – المتواصل ، عسى ان تكون الحركة الجديدة قادرة على قطع نسل الفساد المتسرطن في جسد الدولة ومؤسساتها.
سنكون إيجابيين بشرط أن تقدم لنا التشكيلات الجديدة إسلوباً في العمل يختلف عن السابق ، فقد رأينا وسمعنا كيف تنام القضايا في هيئة النزاهة لسنوات وكيف يخرج الفاسدون مثل الشعرة من العجين كما يقول المثل الشعبي العراقي.
سنكون إيجابيين حين نرى المجلس الجديد يقطع دابر القرارات التي ضحكت على ذقوننا بمحاربة االفساد ، القرارات التي كانت تبحث عن أكباش فداء صغيرة لتعلن لنا صولاتها في محاربة الفساد فيما ملفات الحيتان محاطة بالحفظ والصون والخطوط الحمر.
سنكون إيجابيين إذا إنتقى المجلس الجديد من مجموع أربعة عشر ألف قضية فساد مطروحة أمامه ، أهم قضايا الفساد وأخطرها وأكبر المتورطين والغارقين في مستنقعها ، كصفقات الفساد التسليحية وجولات التراخيص النفطية وأجهزة كشف المتفجرات وعقارات الدولة وتهريب النفط ومزادات البنك المركزي وطباعة المناهج ..الخ
سألت رئيساً سابقاً أو أسبقاً لهيئة النزاهة في لقاء صحفي جمعني به ، عن أسماء بعض المتهمين بقضايا الفساد الكبرى في البلاد فقال لي نصاً ” أسماء يشيب لها الرضعان ومن بينهم سياسيون ورجال دين كبار”..!
في هذه النقطة أو الإشارة ومن هذا المنطلق ينبغي أن يبدا العمل ، بضرب الحيتان بقوة وشجاعة وستتساقط حينها بقية أحجار الدومينو ، حتى بعد أن تقاوم بشراستها المعهودة ، فالحرس القديم لايستسلم بسهولة ، لكن ينبغي أن يكون أمامه رجال شجعان يمتلكون الإرادة والقوة للإطاحة بهذا الحرس!
وعدنا السيد العبادي بالضرب بيد من حديد على رؤوس الفساد فسمعنا جعجعة ولم نر طحيناً ، إما هيئة النزاهة فكانت تسخر منّا بقرارات إصطياد الجرذان وترك الحيتان تبتلع خيرات البلاد ، وحتى بعض القضاء كان رحيماً بهذه الجرذان فكانت أحكامه خجولة ، إما تهريب الفاسدين من وراء القضبان فكانت من ” أجمل ” مناظر الأكشن !
سننتظر ونرى …
إما الفصل الثاني من مسرحية الكوميديا السوداء في البلاد أو مسرحية جديدة يخرج الجمهور من عرضها راضياً مرضيا ً؟!
والأيام حبلى بيننا كما يقال !