18 ديسمبر، 2024 7:38 م

هل ولائنا لعلي حقيقي!

هل ولائنا لعلي حقيقي!

ماذا بعد أن تكون مواليا؟.. أو بصيغة أخرى، ماهي مواصفات أن تكون مواليا؟ او بوضوح أكثر على من تصدق كلمة موالي؟!
على من اتبعه ظاهراً وبالباطن يوالي معاوية أفعالاً، أو من يرفع يديه عالياً.. وهو ينادي بايعناك ياكرار، وبنفس تلك اليد يقسم زوراً في المحكمة مقابل دنانير بخسة؟!
من يغش في الأسواق ويضع ما عيب من الأشياء تحت تلك الجيدة، وينقص في المكيال، وترن نغمتة جواله ب(الي مايبايع حيدره .. خسران دنيا وآخرة) ولو كشف لنا أرقام الهواتف، سنتفاجأ بكم من المعشوقات لديه، يغازلهن بعد نهار متخم باناشيد الموالات، فأين الولاية الحقيقية من السلوك والمنهج.. فما أقل الموالين وأكثر الراقصين.
الزمن لم يتغير وكل ما في الأمر، أن التكنولوجيا كشفت الناس على حقيقتها، وحركت ذاك الركود، لتعج برامج التواصل بكم هائل من الانحطاط والتفسخ والانحلال الخلقي والأخلاقي ، تحت يافطة الحرية..
كل تلك الغربلة التي خضع لها المجتمع، وما زال البعض يتظاهر بالموالاة، وهو يرتدي زي الحمل الوديع وداخله ثلعب غادر، يتحين الفرص ليصطاد فريسته، بلا رحمة أو شريعة أو دين أو موالاة، اليوم ونحن على أعتاب عيد الله الأكبر ، بيعة الغدير الأغر ، وهي أكبر من كونها مناسبة احتفالية ، بقدر ما هي مراجعة لما رسمه الإمام علي عليه وأله السلام، من برنامج انساني تشريعي أخلاقي في التعامل وبناء الإنسان على مبادئ أخلاقية سامية، تعج الكتب بكلماته، وحكمه وخطبه وتوصياته، التي في كل حرف فيها، ما يؤلف تحتها آلاف الكتب لما تحمله من برامج، تبني قواعد الإنسان من الداخل وتصنع منه شخصاً فعالاً، ضمن مجتمع متصالح مع نفسه، ومتسامح مع نظرائه في الخلق، لا يحمل الضغائن ولا يستمع الكذب فضلاً عن التحدث به، يحمل أخاه على سبعين محمل، من محامل الخير، ويقدم للمجتمع أسرة صالحة، متعلمة متفقه، تفكر في صناعة غد اجمل ..
الموالي من ينظر لكل ما يراه بعين البصيرة لا البصر، يتفحص ما يقدمه لعياله من أموال لم يختلط بينها سحت أو حرام، والأهم من قصعة الخبز، هي التربية الأخلاقية الصالحة، ويمنع صور التلوث الفكري والتغذيات البصرية، التي تحيط بنا من كل حدب وصوب، حتى أصبح كل شيء بيننا هو ينتمي لمشروع غزو ثقافي ، يجر كل ما هو حميد في مجتمعاتنا، ويغلف كل ما هو عاهر ومنحط، بغلاف التطور والحداثوية، وما ينمق الإنحطاط بإسم الإنسانية والحرية والتحرر، حتى بات كل ما هو مخالف لفطرة الإنسان وقواعده السليمة، يطلق عليه صفة ترفع نجاسته، وتخبئها تحت كلمات اقرب للتقبل والخداع.
الموالي الحقيقي، ذاك المجاهد الذي يحمي أبناءه من تلك المغريات، ويزرع فيهم الأخلاق ويمنع عنهم صفات أعداء علي عليه السلام.
واذا أردت أن تفحص ولائك هل هو حقيقي ام قشري، عليك أن تنظر إلى تعاملك مع مجتمعك، في العمل والسوق والبيت وكل مكان، هل يخضع لمعايير ومسطرة الإمام علي، أم يتبع تعليمات معاوية؟!
جرد نفسك وقف أمام المرآة ، وقل الحقيقة اين انت؟! وتتبع من؟