17 نوفمبر، 2024 6:32 م
Search
Close this search box.

هل ورّطنا غوغل ب جبل اُحد !؟

هل ورّطنا غوغل ب جبل اُحد !؟

لابدّ أنّ الجميع او الغالبية من المتابعين لأبعاد وحيثيات < الرمز > الستراتيجي الذي اختيرَ كمقرٍّ متقدّم للتظاهرات في بناية ما يسمّى خطأً بِ ” المطعم التركي ” , والذي من غير المعروف مَنْ هي الجهة الذي غيّرت تلك التسمية الى ” جبل اُحد ” وما هو الحجم النوعي والكمّي لتلك الجهة التي نسجّل ونحتفظ لها بأقصى درجات التقدير ” لوطنيتها اولاً , ولإزاحتها عبارة – مطعم تركي – غير الموضوعية وغير اللائقة ايضا ً , لكنّنا هنا ومع الإدراك المسبق لأهمية وقدسيّة اقتباس واستلهام عبارة ” جبل اُحد ” كبديلٍ عن تسمية برج المتظاهرين ب ” المطعم التركي ” الفاقد لأيّ طعمٍ او نكهةٍ تمثّل الثورة العراقية الحالية العارمة والمنطلقة , إنّما تحفظاتنا هنا عن التسمية الجديدة التي تسرّع ” غوغل ” عاطفياً وسوسيولوجياً في الإستجابةِ لها ” مأجوراً ! ” , فنشير : –

A \ أنّ ” جبل أحد ” التأريخي – الأسلامي فأنما يعود الى الحجاز والجزيرة العربية وحالياً الى المملكة العربية السعودية , ولا علاقة للعراق بذلك لا من بعيد ولا من قريب , ولا حتى من بينهما , فلماذا وما معنى اختيار هذا الجبل دون سواه من مرتفعات الجغرافيا خارج حدود العراق .!

B \ في الأختيار الموضوعي المُعبّر لتسميةٍ واقعية وجماهيرية للمتظاهرين الذين يمتطون هذا المبنى المرتفع بجوار جسر الجمهورية , فمن الضرورة الأنتباه والألتفات أنّ اعداداً من الأخوة المواطنين المسيحيين يشتركون بفاعلية في هذه الحركة الأحتجاجية , ويتصدروهم قساوسة وكبار رجال الدين من مختلف الكنائس , والى ذلك ايضا فمشاركاتٌ بائنة من الأخوة المواطنين الإيزيديين والصابئة في هذه التظاهرات المندلعة والمتّسعة يوماً بعد آخر , فلا ينبغي هضم حقوق الآخرين المشاركين في الثورة وحصرها فقط في الجانب الأسلامي ومن زاويةٍ ضيّقة الأفق .!

C \ من خلال ما مفترض في تغيير تسمية المبنى بجبل أحد , فيجب أن ندرك كيفية توجيه رسالة عراقية اعلامية الى الرأي العام العالمي عن وحدة الشعب العراقي لكافة الذين يحملون هويته وجنسيته وجواز سفره , ودونما تفرقةٍ او تمييزٍ في الديانات والأعراق والمذاهب , والتي كلّها منصهرة في خريطة العراق .

D \ وإذ لا اتفاق مطروح ” لغاية الآن ” عن تسميةٍ بديلة للمطعم والجبل ! ولا كيفية إقناع محرّك البحث غوغل ” بالّتي هي احسن ” بأعادة تغيير الأسم مرةً اخرى , فتقتضي المقتضيات وتفرض الضرورات لإجراء مداولةٍ بين النشطاء والخبراء المثقفين وسواهم لطرح مقترحات جديدةٍ لإختيار تسميةٍ دقيقةٍ لهذا المبنى الشامخ ومعبّرة عن كلّ العراقيين , وفي الواقع هنالك من مسمياتٌ وتسميات شتى تجمع وتلخّص صورة العراقيين منذ فجر التأريخ < كحمورابي وآشور بانيبال وأسد بابل , والعشرات من غيرها > لكنّ الأمر متروك في الأختيار لذوي العلاقة الأكثر سخونة في ساحة التحرير , وبشكلٍ اكثر خصوصية للذين يرابطون في طوابق المبنى الخالية من الجدران والمكشوفة صدورهم ورؤوسهم للرصاص والقذائف المتنوعة .!

إنّ مجرد الأتفاق على تسميةٍ جديدة ومعبّرة , فيكفي كتابتها ” بالعربية والأنكليزية ” على يافطةٍ او ” لافتةٍ ” عمودية ! وجعلها تتدلى مرفرفةً على طول وارتفاع المبنى , فستجعل سماحة السيد غوغل يسارع الى تبنّيها ونشرها على خرائطه , ويلغي ما سبقها ويبعثها الى عالم النسيان الفكري.

إذ يمثّل برج ” إيفل ” رمزاً لباريس , وبرج ” بيزا ” في روما رمزاً لعراقة ايطاليا , ولا نريد التطرّق لتمثال الحرية في نيويورك ! , ولا بأس للإشارة لبرج خليفة في دبي , بالرغم من أنّ دولة الإمارات برمتها تشكّل رمزاً للتمدّن والتحضّر , إذن فلنجعل من مبنى ” الجبل – التركي ! ” رمزاً متألّقاً للثورة العراقية التي تتحدى تحديات الأعتبارات الأقليمية والدولية المجهّزة بأدوات وآليات قتل وتفجير العراقيين , سواءً بشكلٍ مباشر او عبر الذيول المتّسخة التي نصبوها ونصّبوها لتتحكم بمقدرات هذا الشعب .!

أحدث المقالات