قدّم رئيس الوزراء حيدر العبادي اعضاء حكومته الجديدة إلى البرلمان العراقي ظهر يوم الخميس، ولدى ملاحظة اسماء كابينته نجدها أن اغلبها أكاديميون مهنيون بعيدون عن المحاصصة سواء الطافية منها أو الحزبية، لكنها بقيت حكومة مكونات، إذ تمت مراعات تنوع الطيف العراقي فيها.البعض من المتابعين للشأن السياسي أو الذي يعد جزءُاً منه، سارع للبحث عن تاريخ هولاء لعله يجد هفوة هنا أو وهناً هناك من غير أن ينتبه إلى هذه التشكلية التي كما اعتقد أنها ستواجه عراقيل جمة قبل تمريرها عبر البرلمان، مالم يتم الضغط على أعضائه، كما وعد زعيم التيار الصدري الذي قال بصريح العبارة: إن جولته المقبلة هي باحة البرلمان العراقي في حال عدم التصويت على هذه الكابينة.أسماء أكاديمية معروفة، ولها باع طويل في اختصاصها، ربما يؤهلها لأن تكون افضل حكومة على الإطلاق، وهذا الحكم ناتج من ان قوتها تأتي من الجمهور الذي صعّد من حدة تظاهراته ودعمه لأي خطوة إزاء التغيير الذي حصل فعلاً وبسرعة غير متوقعة، مع ضعظ الجماهير المرابطة على بوابات المنطقة الخضراء.نجاح هذه الحكومة يكمن في أن اعضاءها أقل ارتباطاً برؤساء الكتل الذين في الغالب يستخدمون اساليب عدة للضعط على المنتمين لهم لاجل تنفيذ أجنداتهم وتحقيق مصالحهم، لكننا لا نحكم بالمطلق على أن هذه الكابينة هي الأفضل بأعضائها جميعاً بل ربما تضم بعض الشخصيات غير الكفوءة، أو غير المجربة، مثلما لا نحكم على وزراء الحكومة السابقة بأنهم جميعاً لا يصلحون، وانهم فاسدون عن بكرة أبيهم، إلا أنهم جزء من منظومة ثبتت عدم كفاءتها وأهليتها طيلة مدة الحكم السابقة. نأمل من البرلمان أن يمضي بالتصويت على اعضاء الحكومة في اسرع وقت والشروع في بناء مشروع وطني عراقي لاجل تخليص البلد من الصراعات الطائفية والمذهبية، وتحقيق السلم والحياة الحرة للشعب.
