23 ديسمبر، 2024 7:32 م

هل هو اتفاق مع داعش أم ماذا ؟

هل هو اتفاق مع داعش أم ماذا ؟

الملفت للنظر أن وسائل الإعلام لم تعد تتحدث عن هجمات داعشية على قاعدة سبايكر منذ دخول المستشارين الأميريكين لها وظلت الأخبار تتوارد إلينا يوميا عن عمليات تعرضية لمسلحي داعش على مصفى بيجي وقد تختفي هذه الأخبار أيضا مع نشر عدد من المستشارين الأمريكان في المصفى في الأيام المقبلة. وقبل أيام قليلة سمعت خبرا آخر يتصل بانتشار عددا من المستشارين في قاعدتي الحبانية وعين الأسد في محافظة الأنبار وتوارد إلى ذهني أن الدواعش لن يقتربوا من هاتين القاعدتين بعد الآن سواء عبر اتفاق مسبق مع قوات التحالف أم عبر تولي الولايات المتحدة حماية جنودها هناك بطرق متعددة . وبتقديري أن القوات الأميريكية تريد ربط تحرير المناطق الغربية من داعش عن طريقها وحدها وليست عبر نشر الجيش العراقي ومن ثم جعل وجودها في هذه المناطق مقبولا ومحط تقدير المواطنين هناك ، وبهذا فأن تبادل الأدوار سيستمر مادام الذئب يقف على أبواب السنة والشعية والكورد ، فالشعية لايرغبون بداعش ومن يدعمهم وهم أعداء من الدرجة الأولى ومرفوضين تماما ، وفي الضفة الأخرى فأن الأمريكان لم يعودوا أعداء لسكان المناطق الغربية ولعل دخولهم مرحب به الآن خوفا من بطش الجيش العراقي والفصائل التي تقاتل إلى صفه بحسب تصريحات شخصيات سياسية وعشائرية من سكانها.
 والأكراد أعلنوا صراحة عن قبولهم بدعم التحالف الدولي وعدوه أفضل الخيارات لهم لحفظ المكتسبات التي حققوها طيلة الأعوام المنصرمة . إذا القوات الأمريكية خرجت من بوابة العراق وهي غير مرحب بها وستعود إليه من الشباك مرة أخرى ، وهذا مايفسر عدم تعرض القواعد العراقية التي يتواجد بها الجنود الأمريكان لهجمات داعش إلا ماندر. في حين تشير تقارير أخرى إلى أن هناك اتفاق خلف الكواليس بين الدواعش والأمريكان بموجبه يتغاضى الأمريكان عن تمدد داعش على الأرض ودعم حصولهم على أسلحة من الجيش العراقي بطرق شتى حين تلتزم داعش بعدم مهاجمة قوات التحالف . لقد نجح القادة الأمريكان في تقديم الدواعش على أنهم الخطر الأكبر الذي يهدد العراقيون جميعا ولا سبيل لطردهم والقضاء عليهم من دون الاعتماد على قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة وهذه القناعة بدأت تتولد لدى أطراف عديدة من الكتل السياسية وحتى المواطنين في مناطق الغربية التي استباحها تنظيم داعش الإرهابي فضلا عن أنهم قد يجدوا ترحيبا في المناطق الشعبية مقارنة مع الدواعش. إذاً اختفاء الأنباء الواردة عن قاعدة سبايكر هو أقرب إلى وثيقة سرية قد تكون موقعة بين قوات التحالف ومايسمى بدولة العراق الاسلامية