20 ديسمبر، 2024 12:27 ص

هل هنالك مسوؤل يتنازل عن حقوقه الشخصية….؟؟؟

هل هنالك مسوؤل يتنازل عن حقوقه الشخصية….؟؟؟

يتوقف تقيم الانسان على مدى عطائه وسخائه للمجتمع الذي ينتسب اليه ، لذلك لم نجد مسؤولاً قيمه مواطنوه على انه ملتزم ونزيه باستحقاق ، ويستحق اكثر من ذلك ، بل وجدناه يسبح في بحر التقلبات التي نعاني منها ، والتي غالبا ما يحكمها ايضاً تقلبات المزاج ،  وهنا تبدأ المعادلة على نوعية العطاء والمواقف التي سجلها حلال فترة تسلمه  للمسوؤلية ، وكيفية ادارته لأمور مواطنيه ، ومدى تفانيه على التنازل عن حقوقه الشخصية خدمة للمواطن ، ولكي يدخل الى عالم التقيم الموضوعي  التي لابد  له ان يدخلها بمراحل لكي يكون جاهزاً لتقبل الاراء المختلفة حول هذا الموضوع ….
نحن في العراق غابت عنا عملية التقيم وغابت معها سلبياتها وايجابياتها حتى اصبحنا نعيش في وطن المزاج والصدف التي نختلف عليها تارة ونوافق عليها تارة اخرى .لذلك فالصدفة تلعب دوراً كبيرا في حياة سياسينا حتى برزت شخصيات سياسية خلال السنوات القليلة الماضية لم نحسب لها حساب دون ان يتركوا بصمة سياسية التي لها صداها في البلاد  ، بل ودون ان يذرفوا ولو دمعة واحدة على وطن تنهب يوميا تحت الانظار …..
اذن… ليس بمقدور اي واحد منا ان يقيم مسوؤلاً على عطائه دون ان يتعمق في داخله لكي يقف على نوعية اجتهاداته السياسية والثقافية والبرامج النوعية التي تدر فائدة لمجتمعه ، لذلك يبقى الانسان المسوؤل يحكمه العادات والتقاليد الى ان يقول علناً ما ينوي القيام به ، ولحين ما يرغب القيام به تتغير الاشياء وتتغير المناخ عكس ما يتوقعه ، بمعنى المسوؤل هو ذاك الذي لن يراوح في مكان فقدت سمعته ولا يتاقلم مع ما يهابه المجتمع لكي يبقى بصورته الحقيقية امام جمهوره ومحبيه وانصاره….
لذلك  فما نعانيه في العراق هي اكبر ما نحاول رسمها على الورق وأعمق من كل ما نحاول التفكير به ، ولكن الذي يحيرنا ان قادتنا السياسيين قد أخطأوا الحساب جين تصوروا ان صمت الشعب على تصرفاتهم هي جزء من  الطاعة العمياء التي اغلق الستار عليها بسقوط العهد المباد الذي كان مرحلة من مراحل الحكم في العراق ، وبزواله انتهت كل شيء وفقدت قيمتها جين برز وضع جديد ومختلف في العراق ، بمعنى ان المسوؤلية يتطلب جهداً استثنائيا لكي يبقى عطائه محسوباً لا يمكن ان ينتهي بمجرد انتهاء زمنه ، المسوؤلية هي العنوان الدائم الذي لايمكن ان يتغير مهما اشتدت الظروف حولها لانها الوسيلة الوحيدة لخدمة الانسان ، وهذا يعني ان المسوؤلية تزداد بريقها اذا ما استغلت بشكل كامل في تنقية اجواءها لتكون جاهزة للقيام بمهامها على احسن وجه ، لذلك فما نراه في العراق نتحسس ان المسوؤلية قد فقدت قيمتها ولم يعد نشعر بها بعد ان اصبحت المسوؤلية تباع وتشترى بابخس الاثمان ، ويتناوب على شرائها محتلف الاجناس من البشر، ويدخلونها من اوسع ابوابها ويمارسونها بلا خحل او حرج من الافواه التي تنطق كل شيء…
لذلك تحولت المسوؤلية من شرف مهنة الى أي مهنة تمارس وفق اجتهادات اصحابها ، وتحولت معها عالمها الخاص لتصبح نقاطاً وحروفاً التي لا تدل الا على غباء اصحابها ،خصوصاً ان البعض يراها من اهم الاوقات التي لا يحتاج فيها المرء الى اي نوع من الجهد ليصل ما حرمت منه خلال سنوات عمره ، ليقف في النهاية على تلة انتصاراته ،  لست من المتحمسين على اهانة المسوؤل ولكنني من اشد الغاضبين على طريقة اداءها التي يمارسونها ويضحكون بها على الناس ، ويوهمون بها على انها الطريقة الصحيحة في خدمتهم للناس ، وهذا بحد ذاته هي من اكبر المصائب التي نزلت على العراق وابتلينا بها دون ان نجد في الافق بريق امل ينجينا من  ما وقعنا به في غفلة من انكماشنا على الفساد واخواتها….
لقد انتهت اللعبة بما نتلمسها من وقائع التي ادمتنا واصبحنا بسببها من الشعوب التي تصطاد غنائمها في بحر مالح ولا يجد سبيلها الى جادة الصواب الا بالاستمرار في طريقها لحين ما يحمل القدر من مفاجآت ، وهذا يعني ان المسوؤلين مدعون الى مراجعة النفس ومحاسبتها على اسس صحيحة ، لنتجاوز ما وقعنا فيه لكي ننعم بقليل من المصداقية في تحملنا لشرف المسوؤلية الوطنية الجقة التي لا يقيمها الا اصحابها الشرفاء……  

أحدث المقالات

أحدث المقالات