23 ديسمبر، 2024 10:14 ص

هل هناك من يروّج بقصد كلّ عام “الفرح والسرور” لشهر رمضان قبل قدومه, ويهلّل ؟

هل هناك من يروّج بقصد كلّ عام “الفرح والسرور” لشهر رمضان قبل قدومه, ويهلّل ؟

تُرى من هي الجهة الّتي تقف خلف هذا الترويج؟

الترحيب والوداع ,صفتان لازمتا المسلمون تيمنا بقدوم وبذهاب شهر رمضان في عصور متأخّرة حتّى ظنّها الأغلبيّة منهم أنّها من الفرائض كالكثير من الدخيل على الدين.

لا أحد يعلم الجهة الّتي تطلق الترحيب وبإيعاز من مَن..

بتقديري الشخصي هي جهات مستفيدة ,اولاها القنوات الفضائيّة في الحقبة الأخيرة للترويج لمسلسلاتهم الرمضانية بأنواعها المتبلة بالتوابل أو الناشفة ,علاوة على التجّار الّذين بدل أن يخفّضوا أسعار المواد الغذائيّة ,يرفعونها؟ ولا أحد يعلم التركيبة التجاريّة لمثل هذه العمليّة ,من المؤكّد زرّاع الرز الفيتناميين لا يعلمون أن شهر رمضان قادم ولا غيرهم في الصين أو كوبا ,إذًا هم تجارنا المسلمون من يفتعل الغلاء.

كل مصيبة تحدث في العالم اسأل عن المسلم

فالتجارة “جسارة” كما فهمها عن “رسول الله” في حديثه.

لو افترضنا بعدم وجود أيّة جهة تقوم بمثل هذا العمل بل هي أسطوانة معلّقة بين السماء والأرض “كما ادعي المسلمون أن رائد الفضاء (آرمسترونغ) سمعها وهو في طريقه إلى القمر” ,فهل يعني المسلمون فعلًا فرحون بقدوم الشهر هذا؟

سبعينيات القرن عندما كنت أصوم الشهر بالتزام جاد لم أشعر بفرح أو أن سرور انتابني أو غبطة عند اقتراب الشهر, بل الهمّ والغمّ لأنّ الكثير من نشاطاتي ستتوقف وستبطل رغباتي “بخط المصحف” مثلًا أو عمل “حلية” أو ابتكار إطار افتراضي يحدّد أبعاد التجديد في “الرؤية البصريّة الجماليًة” لدى المسلمين بعيدًا عن الترديد الببغائي أو التكرار البصري لا يمتلك الفنان المسلم أو الخطاط إزائه سوى أن يكون ماكنة تقليد واستنساخ, عندما يقرّر القدر الانتقالة الجماليّة من الماضي إلى الحاضر لمسايرة عباد الله المتفوّقون وأئمة التحديث الصالحون موندلياني وكوخ وسيزان ومونيه الخ الذين وضعوا العالم كما نراه اليوم بعيني زها حديد, بل كنت أحسّ أنّني على موعد مع نشفان ريق وتيبّس بلعوم واضطهاد نفسي وحرقة وعطش لا يحتملان وأنا غاد ورائح لوظيفتي كسول خمول أشمّ رائحة التراب المبتل أكاد أكفر “إلّا شويّة” كأنّني أسير عند أحد ملائكة الله المبجّلون يراقبني بصرامة وعيناه “حمراوتين” مخنزرتين ..

لا أعتقد أنّ مسلمًا “يحبّ خنّاكه” ,لأبو ناجي ووريثه “أبو حازم” ,نعم صفق الصوّام القوّام وهلّل لقدومهم المبارك لأرض العراق دخلها محرّرًا لا فاتحًا في 9 نيسان من غرّة عيد الفطر المبارك في السابع عشر منه وهم محتفلون بانتصارهم بمعركة بدر, وذبحوا ونحروا الإبل وسكبوا دنان الخمر وصلّوا وصاموا وألقوا الشعر الإسلامي المحمدي في حضرة برايمر وأقاموا الولائم واصطفّوا طوابير لتقبيله من فمه الطاهر الشريف وأقبل شعب الحضارات والقيم والمسلات والانتصارات فانتخب الثلّة العفيفة النظيفة التي دفعت العراق بـ 3 سنوات ليصبح كاليابان وبحكومة نافست الملائكة رغم “أنوف” الحاقدين..

قبل ثلاثة أسابيع من الآن ,لعن أحد المتبّضعين الشهر الكريم ,فهمت من طريقة مسبّته الحكومة هي المقصودة وليس رمضان ,حين تفاجأ بسعر كيس السكّر قائلًا:

– “ولك هاي شنو ؟

– شبيك عمّي

– كيلوا الشكر بالف وميتين وخمسين كلّ مرّة أشتريه منّك أشو هسّه بألف وخمسميّة!.

– إي عمّي صعدت الأسعار علمود رمضان..

اليوم ..أيضًا سمعت من لعن “الشهر الكريم” ,من قبل متبضّع قائلًا:

– شني هاي شو خمس تالاف بويه, جا وين الباقي؟

– أغاتي ,هيه خمس تالاف.

– جا بويه ليش ,كلّ مرّة بثلث تالاف ؟

– عيوني إنته, الأسعار شبّت نار إجه رمضان.

وللتذكير ..كلما ترتفع الأسعار في رمضان لن تنخفض بعد انتهائه أبدا

رمضان والحالة هذه عبئ ثقيل على الناس

رمضان مشقة وحرمان ,لا يحتملان إلّا للذين لهم فيه مصلحة

هنالك من سيقول لك مكرّرًا عبارة أهل المصلحة الرمضانيّة الشهيرة يكرّرها البلداء: “الصيام لكي تشعر بحرمان الفقراء” بينما الفقراء تزداد أعدادهم كلّ شهر لا كلّ عام وتمتلئ بهم الشوارع.

بعد ذلك البلد بأمس الحاجة للتعمير والإصلاح للنهوض به من مصيره الأسود المقبل ,بحاجة لأصحّاء لا إلى خاملون يحدّقون بساعاتهم يعدّون فيها الثوان والدقائق والساعات لأجل الاطمئنان على ميعاد الإفطار.

ومائدة الافطار “تمره ولبن” مو ؟.. ومسلسلات.