الادانة لما يسمى بمؤتمر اربيل لا تكفي لانه فعل مشين يندى له الجبين .. ولكن قبل ادانة وشجب هذا المؤتمر لابد من معرفة الخفايا والدوافع الحقيقة لهذة المسخرة التي حصلت دون سابق انذار والتي يقال انها كانت ايضاً مفاجئة لبعض الحضور ومفاجئة لقيادة اقليم كردستان حسب ادعائهم .. بينما المؤتمر عقد في فندق ديفان الشهير في كردستان وسط حراسة بوليسية من قبل قوات الامن الكردية مع ترتيبات امنية مشددة بوجود كاميرات تعمل على تسجل وقائع المؤتمر الذي حضره ثلاثة شخصيات يهودية أسرائيلية بالاضافة الى المنسق العام للمؤتمر المدعو ( جوزيف) وهو يهودي من اب مغربي وأم عراقية ويحمل الجنسية الإسرائيلية وكذلك يقال ان المؤتمر جاء برعاية من مركز السلام الدولي الامريكي الذي يترأسه السيد جيمس مستشار بايدن ..
بمعنى هناك ترتيبات مسبقة فضلاً عن حضور هذة الهلمة من شيوخ العشائر وكل ذلك وقيادة اقليم كردستان تدعي انها لاتعلم شيء عن هذا المؤتمر ولا تعلم باهدافه هل يعقل ذلك .. طبعاً اكيد هناك ابعاد خفية وراء هذا الموضوع لان الجميع يعلم مدى العلاقة العلنية بين الاقليم واسرائيل منذ بداية الاحتلال الامريكي للعراق وما قبلها كان اعظم مما يعني ان اصابع قيادة الاقليم ليست بعيدة عن هذا الموتمر لان الهدف واضح وهو نتيجة تردي العلاقة بين قيادة اقليم كردستان وايران التي اتهما امير الموسوي الدبلوماسي الايراني السابق بأن اطراف كردية ساعدت في اغتيال العالم النووي الايراني فخري زادة واشار الى ان ايران لديها معلومات مسجلة عن دخول الاسلحة الالكترونية الى ايران من قاعدة الحرير في اربيل التي تم بموجبها تنفيذ عملية الاغتيال فضلاً عن تسلل اطراف معادية الى ايران عن طريق كردستان، وعلى اثر ذلك ارسلت القيادة الايرانية رسائل تحذير الى حكومة بغداد بأن صبرها قد نفذ من تصرفات قيادة الاقليم واشار الموسوي بأن هذا الموضوع تم طرحه على الكاظمي خلال زيارته الاخيرة الى طهران كذلك على نيجرفان البرزاني عند زيارته لطهران خلال حفل تنصيب رئيسي رئيساً للجمهورية فضلاً عن قيام الجنرال باقري مسؤول الحرس الثوري من توجيه تحذير رسمي للاكراد بانهم سيقومون بضرب مناطق منتخبة في الاقليم، لهذا نجد ذيول ايران تقوم باطلاق الصواريخ بين الحين والاخر على مناطق معينة في اربيل ومنها المطار والقاعدة العسكرية الامريكية .. لذلك رداً على تدهور العلاقة بين الطرفين ارادت قيادة الاقليم ان تبعث برسالة من خلال هذا المؤتمر بان الاكراد ليس وحدهم تحت حماية اسرائيل وانهم قادرين على قلب الطاولة وقد تمكنوا من استمالة بعض الشخصيات والشيوخ من المحافظات العربية في العراق خصوصاً الداعين الى الاقليم السني بأنهم من المؤيدين للتطبيع مع اسرائيل وسوف يطلبون دعمها ( اي اسرائيل ).
لاحقاً مثلما تدعم الاقليم .. لذلك الاكراد يكذبون بانهم لايعلمون بهذا المؤتمر .. وفي هذا السياق لابد من الاشارة الى ان صرخات حكومة بغداد واطراف سياسية موالية لايران باستنكارهم هذا العمل وشجبهم للمؤتمر ليس وطنية ولا حبا بفلسطين الذين هجروا اهلها المقيمتين في العراق عند استلامهم السلطة من قبل المحتل الامريكي وانما حباً بايران معبودة الجماهير التي لا يرضى حكام العراق ان يمسها اي طرف بسوء لهذا اشار ظافر العاني عضو البرلمان العراقي بان الذين جاءوا على ظهور الدبابات الامريكية ليس من حقهم اعطاء دروس بالوطنية للشعب العراقي فهم لا يختلفون عن العملاء الذين حضروا هذا المؤتمر بل هم اشد لانهم عملاء لامريكا وايران وتآمروا على الوطن وهم اول من فتح ثغرة مع الكيان الصهيوني من خلال ادخالهم المحتل الامريكي الى بغداد وان ما فعلوه هو اقسى وأمر من ما فعل هؤلاء الحاظرين للمؤتمر في فندق اربيل .. بمعنى لا فرق بين عميل وعميل وخائن وخائن آخر .. أي لا فرق بين عميل لايران وعميل لاسرائيل .