لم يكن صدفة ان يركز مؤتمر الشرق الأوسط للمصالحة والحوار الذي انعقد مؤخرا في أربيل في جلسته الافتتاحية على قضية المناطق المتنازع عليها، خصوصا في ظل تواصل الخطر الداهم الذي يشكله تنظيم داعش الارهابي المجرم على أمن العراق وحياة العراقيين. فلقد كان موضوع المناطق المتنازع عليها محور الجلسة الاولى لهذا المؤتمر الذي اقيم برعاية مركز الشرق الأوسط للدراسات الذي يتراسه الاكاديمي الكردي دلاور علاء الدين مما يوحي بأن هذا الموضوع يحتل اولوية لدى الذين قاموا بتنظيم هذا المؤتمر وبأنه أولى بالنسبة اليهم من القيام ببحث مسائل اكثر اهمية واخطر مثل الارهاب بكافة اشكاله، وخصوصا التكفيري منه، الذي بات يهدد ليس العراق فقط وانما المنطقة كلها ان لم يكن العالم كله والبشرية جمعاء.
واللافت في المؤتمر ان من بين الذين قاموا بحضور الجلسة الافتتاحية هذه اشخاص تمت دعوتهم بحجة انهم خبراء اكاديميين او صناع قرار او قريبين من صناع القرار. وكان من بين هؤلاء المدعوون البروفسور غارث ستانسفيلد الخبير البريطاني في شئون الشرق الأوسط والمعروف بتاييده المطلق والاعمى للأكراد ولسياستهم ومواقفهم في العراق، ومروان علي الكفارنة مسئول قسم الشئون السياسية في بعثة الامم المتحدة للمساعدة في العراق (اليونامي)، وهو الفلسطيني الطائفي المعروف بعلاقته مع النظام السابق وميله الى البعثيين والجماعات المسلحة التي تدور في فلكهم. جلوس ستانسفيلد والكفارنة على منبر واحد في أربيل يطرح اسئلة حول ما اذا كانت هناك صفقة عرابها الطائفي الحاقد مروان علي بين البعثة الأممية (اليونامي) والأكراد لبيع كركوك والمناطق المتنازع عليها للأكراد ومنحها لهم.
لقد قامت بعثة اليونامي اثناء عمل هذا الطائفي البغيض المدعو مروان ضمن فريق اليونامي الذي قام باعداد تقاريرها حول المناطق المتنازع عليها قبل سنوات باجراء عقد مع ستانسفيلد المؤيد والموالي للاكراد للعمل كخبير دولي ضمن الفريق العامل على إعداد هذه التقارير. وبحسب الكاتبة العراقية هيفاء زنكنة التي تعيش في بريطانيا مما يمكنها من معرفة خبايا وخبث “أبو ناجي” فان ستانسفيلد هذا قد برز في الأعوام التي تلت سقوط النظام البائد كخبير في الشأن العراقي والقضية الكردية ويتركز عمله حول التطور السياسي الكردي منذ التسعينات وتشكيل حكومة اقليم كردستان مع التركيز بشكل خاص على الفيدرالية، حسب تعريفه عن نفسه. وستانسفيلد هو ايضا بحسب ما تذكره هيفاء زنكنة مدير مركز الدراسات الكردية في جامعة أكستر البريطانية الذي تم تأسيسه اثر تلقي الجامعة منحة مالية كبيرة تصل الملايين، من قبل مؤسسة ابراهيم أحمد التي تشرف عليها السيدة هيرو أحمد زوجة الرئيس السابق وزعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني. كما تدعم حكومة اقليم كردستان المركز بسخاء، حسب موقع المركز الرسمي. وكانت السيدة هيرو قد زارت المركز، في حزيران (يونيو) 2008 ومنحت القسم، حسب صحيفة أكستر المحلية، نصف مليون جنيه استرليني اضافي، حسب ما ذكرته الكاتبة العراقية هيفاء زنكنة.
فليس غريبا على ضوء ذلك كله ان تكون تقارير البعثة الاممية ومواقفها حول المناطق المتنازع عليها قد جاءت غالبا مؤيدة لمزاعم الكرد الزائفة والباطلة حول المناطق المتنازع عليها. وحضور الطائفي مروان علي الكفارنة للمؤتمر الى جانب ستازفيلد يوحي بانه قد باع نفسه للأكراد هذه المرة وهذا ليس غريبا عليه فهو قد تعود على ان يبيع نفسه ومواقفه وكرامته حتى ولو كان للشيطان وللارهاب مقابل المال والخمرة والليالي الحمراء كما تشهد عليه مواخير عمان. صفقة مروان علي الجديدة هي احياء للصفقات الغير الشريفة والغير النزيهة ربما كان قد قام بعقدها قبل سنوات مع الأكراد يقوم هو فيها بلعب دور دفع اليونامي لتقديم دعم دولي لاطماع الأكراد في المناطق المتنازع عليها.
ما لا يعرفه هذا الطائفي مروان علي هو أنه مهما فعل وتآمر هو وامثاله من الخونة فان الحق في المناطق لن يمنح لمن لا يستحقه مقابل حفنة من المال كما منحت بريطانيا فلسطين لليهود من دون وجه حق.