المثير للاستغراب في حرب تحرير الموصل هناك صخب بالتصريحات كارثي يضعف الروحية العالية لقواتنا المسلحة الباسلة ويحجب بزوغ الدولة، حيث لاحظنا ان هناك ثلاث وزارت وقوات الحشد الشعبي يقودان حرب تحرير الموصل، وهناك فصائل متنوعة تقاتل مع الجيش والشرطة الاتحادية وهناك منظومة القيادة ينضوي تحتها (قائد عام، قيادة عمليات مشتركة، وزارة دفاع تقوم بتأمين الدعم اللوجستي ولا تشارك بالقتال، ووزارة داخلية؛ تقود فرق عسكرية اسمها الشرطة الاتحادية، وزارة البيشمركة ورئاسة اركان جيش ينبغي لها هي ان تقود العمليات وليس غيرها).
هذه القطعات لا يمكن قيادتها والتنسيق فيما بينها، والشرطة الاتحادية اصبحت مهمتها قتالية حربية، ولا نعرف لماذا هي تقاتل ولدينا تشكيلات عسكرية حرفية تباشر عملها من خلال مسك سيطرات ومداخل داخل بغداد؟؟؟هل هناك حرب تقودها وتصرح بها ثلاث وزارت وقوات الحشد الشعبي؟؟؟
وإذا أردنا ان نحسب الأجهزة الاستخبارية العاملة في المشهد الأمني العراقي، سيكون لدينا رقم عالي جدا يصل لأكثر من خمسين جهاز استخباري إذا اضفنا لها أجهزة استخبارية تابعة للمليشيات؛ ولا نعرف كيف سيتم غربلة المعلومات وسير العملية الاستخبارية وكيف ستكتمل الدورة الاستخبارية، وكيف سيكون شكل التنسيق بين كل تلك الاجهزة واجهزة استخبارات التحالف الدولي؟؟؟
الجهات التي تطلق التصريحات النارية كثيرة ومن عدة قيادات نجملها:::
{قائد جهاز مكافحة الإرهاب(الفريق عبدالغني الاسدي)، قائد العمليات المشتركة(الفريق طالب شغاتي)، قائد العمليات الخاصة(الفريق عبدالوهاب الساعدي) و(الفريق رياض جلال) قائد القوات البرية وقائد عمليات قادمون يا نينوى، (الفريق الركن عبد الأمير يار الله)، وقائد عمليات نينوى (اللواء نجم الجبوري)وقائد في جهاز مكافحة الإرهاب(اللواء معن السعدي)، وقائد الفرقة الذهبية(اللواء فاضل برواري)، والمتحدث باسم العمليات المشتركة(العميد يحيى رسول)، ورئيس أركان الجيش الفريق أول (عثمان الغانمي)، وخلية الاعلام الحربي، وقائد الشرطة الاتحادية(اللواء رائد شاكرجودت)، والمتحدث باسم الشرطة الاتحادية(العميد سعد معن)، والحشد الشعبي(حوالي سبع جهات تصرح باسمه)، و(اثيل النجيفي) قائد حرس نينوى }وهناك ايضا وزارة البيشمركة(لها ناطق واحد باسمها). وكان الاصوب والأفضل عسكريا وأمنيا، حصر التصريحات بجهة واحدة، تجمل كافة عمليات محاور حرب تحرير الموصل يوميا، سيما ان بعض التصريحات عندما وثقناه منذ بداية عملية تحرير الموصل، وأمعنا في تدققيها جليا، بخاصة في عدد القتلى والجرحى والاليات والسيارات المفخخة، وجدنا انفسنا امام اعداد لا تنسجم واعداد داعش المعلن عنها في الموصل من التحالف الدولي والقيادات العسكرية العراقية، ولا نريد ان نغوص بتلك الأرقام حتى لا نفسد العمل الوطني الذي تقوم به قواتنا المسلحة، ولو أحصينا عدد القرى التي تم اعلان تحريرها؛ لوجدناه اكثر من قرى وقصبات محافظة الموصل بثلاث مرات، وهناك تصريحات فيها من المبالغة ما يجعلها لا تصدق بخاصة تصريحات قيادات في الحشد الشعبي حيث تم ذكر ارقام عدد الكيلومترات المحررة بين يوم واخر مختلفة كثيرا من قيادي لأخر؛ فمثلا صرح السيد أبو المهندس يوم 3/11/2016 بان إن “المرحلة الأولى من العمليات انتهت، مؤكدا “تحرير ما مساحته 1300 كم2”، وأعلن قائد المحور الغربي في عمليات تحرير نينوى جواد الطليباوي، في نفس اليوم بأن “الصفحة الأولى انتهت بتحرير 52 قرية وبمساحة تقدر بـ450 كم2″، في حين أعلنت مديرية هيئة اعلام الحشد الشعبي في 3/11/2016 عن تحرير(45) كم في المحور الغربي التابع للحشد الشعبي وفي 4/11/2016 اعلن اعلام قوات الحشد، في بيان الى “تحرير 2000 كلم مربع مجموع المساحة المحررة خلال الصفحة الاولى لعمليات غرب الموصل “وتابع البيان أنه (تم الاستيلاء على(13) منصة لصواريخ.. وقتل المئات من عناصر داعش وتدمير الياتهم).
وكذلك هناك تصريحات تشير بطريقة لا تنسجم والاطر العسكرية منها، (ايام قلائل)، (700) متر تفصلنا عن مركز المدينة و(كذا كيلومتر تفصلنا عن قلب الموصل) وهكذا مما يجعل الآمال تعقد والعقول تترقب والقلوب تخفق بانتظار التحرير، لكن المعطيات تشير الى ان في انتظارنا معارك صعبة ومعقدة مع داعش وقواتنا المسلحة الباسلة على مقدرة بحسمها انشاء الله، وأن كل متر تقطعه القطعات هو ازدياد في التحديات التي تجابهها، وأن المعارك لحد الان تجري مع مفارز تعويقيه وحجابات توضع امام الموضع الرئيسي لغرض التعويق وتشتيت القطعات وأضعافها.
فعلينا ان نكون ضمن هذه الحقائق وداخل قوس المعطيات المبسوطة في المعركة وعدم مغادرتها من خلال الاسفاف في تضخيم انتصاراتنا من لدن بعض وسائل الاعلام كتلك القائلة (تم تحرير قرية استراتيجية ورفع العلم العراقي فوق مبانيها) وتذكيرا القرى ليس فيها مباني شاخصة وليس هناك في المفهوم العسكري قرية استراتيجية.
ويجب ان لا يخفى على بال السيد رئيس الوزراء؛ بان تقارير منظمة العفو الدولية حول انتهاكات قامت بها بعض عناصر من الحشد الشعبي والحشد العشائري(حشد السبعاويين وحشد فرسان الجبور)يجب التصدي لها، بخاصة اننا نعتقد ان حرب تحرير الموصل ستطول ربما اشهر، ونأمل أن لا تجري معركة كبيرة داخل المدينة، ونأمل أن يغادر تنظيم داعش المدينة، وأن لا يحتجز المدنيين، ويتم اخراج هذا التنظيم إلى مناطق بعيدة عن المدنيين وتصفيته، وهناك خوف وقلق من عدم الاتفاق السياسي حول مستقبل نينوى، ويجب تنضيج الاتفاق السياسي لمرحلة ما بعد داعش وادارة المحافظة؛ حتى لا يحصل نوع من المواجهات والخلافات التي قد تعرقل المعركة منها موضوع تلعفر وخطورة دخول الحشد إلى تلعفر، ومن الممكن أن يكون هناك تدخل تركي مباشر لان هناك تركمان في تلعفر بالإضافة إلى وجود pkk في جبل سنجار، فيجب حساب الامور بالشكل الصحيح.. .قال الإمام علي عليه السلام:فإذا وليت أمر قوم ليلة فاعلم بأنك عنهم مسؤول