هل نفكر في يومياتنا… أم نمضي هكذا؟

هل نفكر في يومياتنا… أم نمضي هكذا؟

في زحمة الأيام، وبين تتابع الساعات والمهام والمشاوير، تمرّ حياتنا كأنها سطر متصل لا نقرأه… فقط نكتبه بلا مراجعة.
نستيقظ كل صباح لنبدأ نفس الدورة: عمل، رسائل، زحام، طعام، شيء من الترفيه السريع، ثم نوم قلق أو نوم ثقيل. نعيد التشغيل في الغد، ونكرّر. السؤال هو: هل نعيش هذه الأيام بوعي؟ أم نمضي “هكذا”؟
كأن الحياة أصبحت مثل شريط فيديو يعمل تلقائيًا، لا نضغط فيه “إيقاف مؤقت” لنسأل:
لماذا أفعل ما أفعله؟ هل هذا ما أريده حقًا؟ هل هذا الطريق طريقي، أم مجرد عادة طويلة الأجل؟
ثمة أشخاصًا عاشوا سنوات في وظيفة لا يحبونها، أو في علاقات تستنزفهم، أو في دوامة اجتماعية ترهقهم… فقط لأن التوقف “مخيف”، ولأن السؤال عن المعنى قد يبدو ترفًا في عالم سريع لا ينتظر أحدًا.
لكن الحقيقة البسيطة هي أن التأمل في اليوميات ليس رفاهية. بل هو ما يمنح الحياة شكلها ووزنها. التفكير في التفاصيل الصغيرة: لماذا نتأخر دائمًا؟ لماذا نأكل بسرعة؟ لماذا نتحدث أكثر مما نصغي؟ ولماذا لا نتوقّف قليلاً لننظر لحياتنا كما ينظر الغريب؟
لنقف لحظة مع أنفسنا مساءً، في لحظة هدوء بعيدًا عن ضجيج العالم:
– كيف كان يومي؟
– مزدحم… لكنه فارغ.
– هل قلت ما أردت؟
– لا، كنت مشغولًا بما لا يستحق.
– هل شعرت بشيء؟
– نعم… لحظة صمت قصيرة، تمنيت أن تطول.
– وماذا غدًا؟
– أريد أن أكون موجودًا… لا مارًا فقط.
أن تسأل نفسك مساءً: “كيف كان يومي؟” هو تمرين صغير، لكنه قادر على كشف الكثير.
أن تقول: “هذا الفعل لم يكن يشبهني، وهذا القرار لم يكن ضروريًا” هو بداية وعي.
المضيّ “هكذا”، بلا تفكير، يجعل الحياة أضعف. أما أن نعيشها بتأمل، فذلك يمنحها لونًا، وذوقًا، وحتى معنى.
ربما آن الأوان أن نسأل أنفسنا بصدق:
هل نعيش… أم فقط نتحرّك؟