23 ديسمبر، 2024 8:02 ص

الحرام: ما تم الحصول عليه بوجه من أوجه الكسب المحرّم.
ما نعرفه عن الحرام , المسجد الحرام , البيت الحرام , الشهر الحرام!!

أما الحرام بمنظومته وتفاصيله , فلا وجود له إلا في التقاليد والأعراف التي نشأنا عليها , ومضى المجتمع على حالته بموجبها.

لكن الثقافة المجتمعية ليست واضحة بخصوص الحرام!!

قد يغضب البعض من هذا القول ويحسبه إتهاما أو هذربة , بينما الواقع المُعاش يؤكد أمية الحرام , وإلا لماذا صار الفساد مشروعا , والرشوة حلالا , وإغتصاب حقوق الآخرين مقبولا؟

يمكننا أن نحاجج ونفسر ونحلل وندحض وفقا لما نراه , بينما الذي يجري يستوجب القول بأن الحرام قد إنتفى من الوعي الجمعي وما عادت له قيمة وأثر.

فما يحصل هو حرام لكنه يتكرر وتمارسه رموز تدّعي الفضيلة , فتجعل الحرام حلالا في السلوك الإجتماعي والسياسي وغيرهما.

هل سمعتم مَن يدّعي بأنه يمثل الدين قد تكلم عن الحرام والحلال , وأسهم في توعية الناس بالعمل الحرام والسلوك الحرام؟

الجميع يفترض أن معرفة الحرام من بديهيات الأمور في مجتمعات تدين بالإسلام , وهذا خطأ كبير بل خطيئة تربوية أدّت إلى نتائج ومعطيات خطيرة بإسم الدبن.

لو هناك وعي بالسلوك الحرام لما حصل الذي حصل!!

ولو هناك معرفة واضحة بالمحرمات وعواقبها الأخلاقية والقانونية والإجتماعية , لما جرى الذي جرى!!

قد تنكرون ما تقدم , فليسأل الواحد منا عن معنى الحرام , وكم إرتكب حراما في حياته , وهل أن ما يأكله حلال طيب أم حرام كالزقوم؟

هل أننا نعيش على الكسب الحلال , أم على غير ذلك , وكل ما نضع عليه أيدينا , نحسبه رزقا من الرب الذي نعبد , قد خصنا به؟

وإذا سألنا أنفسنا من أين لنا ما عندنا , فهل سيكون ما نملكه ونتنعم به حلالا أم حراما؟!!

أسئلة علينا أن نواجه أنفسنا بها لكي يتبين لنا الخيط الأبيض من الأسود!!
فالسلوك الحرام بيت قصيد ويلاتنا!!