23 ديسمبر، 2024 2:11 م

هل نعانــي .. من أزمــة وعــي ؟!

هل نعانــي .. من أزمــة وعــي ؟!

يبدو ان الوعي مرحلة متقدمة من مراحل تطور الادراك العقلي.. وفيها يمكن للانسان ان يحكم على القضايا ومجريات الاحداث، ويتخذ موقفا دافعا للضرر..

ولا يمكن ان نغض النظر عما جرى لنا خلال العقود القريبة.. فضلا عن القرون البعيدة، عندما أخطأنا القرار والموقف، لنضع مصيرنا في ايدي الجلاد والديكتاتور.. منذ حادثة الطف، وما بعدها..! وقد كتبت قبل ايام عن (صناعة الوعي).. وقلت ان العالم والاكاديمي والمتدين، قد يعيش (ازمة وعي).. وهذه محاولة اخرى للتفصيل..

واهمية (الوعي) .. بسبب اهميته في الحراك الكلي، او في المشروع الالهي.. واجد ان الشهيد محمد الصدر (رض) من (صناع) الوعي، على مستوى القواعد، وكالتالي: اولا: في الجمعة 6 في مسجد الكوفة عام 1998 قال: …انتم الان والحمد لله على مستوى من الوعي الديني….انتهى، ويلاحظ من النص التالي: الف: ان مستوى الوعي هو الاهم، عنده، لذا حمد الله على ذلك. باء: الخطاب الى الجمع، وبعبارة انتم، وليس انت، وهذا يدعم اطروحة مفادها: ان الصدر اهتم بصناعة الوعي الجمعي ومقدماته وملازماته. ثانيا: قال الصدر: … الله معطيك الوعي والعقل والسمع والبصر…انتهى، ويلاحظ التالي: الملاحظة الاولى: تقديم الوعي على العقل، وهو دليل اهمية وتقدم في الرتبة، اي ان الوعي اعلى رتبة من العقل. وافهم منه مطلق العقل، أي ان مستويات العقل تتضمن العقل ثم الوعي.. والملاحظة الثانية: وتتوضح بعد الاطلاع على كامل النص، فقد قال سماحته: …هل يوجد واحد منكم، ان يطالع في القرآن كما يطالع الكتاب؟ طبعا يكون الجواب لا، فنحن نقرأه تعبدا ولاجل الثواب. لا، طالعه اي حاول ان تفكر فيه وتفهمه، القرآن ونهج البلاغة والادعية والزيارات. ليس بك قصور حبيبي. الله معطيك الوعي والعقل والسمع والبصر وجميع الجهات، انت

تقضيها في الدنيا دون الاخرة، هذا عيب عليك حبيبي… انتهى، اي ان نوع من العلاقة والملازمة موجودة بين الوعي وفهم النص الشرعي.. ……الوعي عند العلمانيين:

: في الجمعة التاسعة، وفي حديثه عن رجل علماني، ذا فكر مادي، سأله عن وجود الخالق تعالى، فقال سماحته: …انا ماذا اقول له فهذا رجل حسب قيافتي له درجة من الوعي ..انتهى. ويلاحظ ذلك الاهتمام الصدري بصفة الوعي، فقد قدمها سماحته في وصف الرجل، فقال ما نصه: …في يوم ما، مر عليّ شخص في اواخر الشباب، يلبس الزي الافندي، عادي، يريد يناقش وطالب للحقيقة الرجل، ووجدته طيبا. فقال لي اني اشك في الله .. فبرهن لي على وجود الله.. سبحان الله، انا ماذا اقول له؟ فهذا رجل حسب قيافتي له درجة من الوعي، وله درجة من الثقافة، فاذا انا سردت عليه البراهين الفلسفية، هو لا بد انه يحمل فكرة عنها، فمن هذه الناحية قد لا تفيده.. برهان الدور وبرهان التسلسل وبرهان النظام ونحو ذلك من الامور… فهو الم ير هذه السماء والارض..؟ ومع ذلك يشكك بالخالق سبحان الله ! فحينئذ انا فكرت ان اجيبه بسنخ آخر من الادلة بطريقة اخرى من الاستدلال بحيث قال لي في النهاية.. بانه انا ما كنت سامع لشيء مما قلته اصلا أترضى ان اروح اقوله ؟ قلت له اذهب قله جزاك الله خيرا. انتهى كلامه. وللحديث بقية.