23 ديسمبر، 2024 12:50 ص

هل نصدق العبادي ونکذب الحقيقة و الواقع؟!

هل نصدق العبادي ونکذب الحقيقة و الواقع؟!

النفوذ و الدور الايراني في العراق، لم يعد من القضايا و المسائل التي يوجد إختلاف عليها، بل إنها من القضايا التي يوجد إتفاق کامل بشأنها سواء من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن لف لفها أو من جانب المعارضين و المتصدين للدور الايراني، وإن صدور تصريحات إيرانية تؤکد على إن العراق يمثل عمقا استراتيجيا للنظام وإن الجيش العراقي(والسوري أيضا)، هما دعامتان من أجل الدفاع عن النظام الايراني، جسدت قوة و فاعلية الدور الايراني في العراق.
عندما يرد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي على سؤال لقناة سي ان ان الامريکية بشأن الدور الايراني قائلا أن:” نسبة هذا التدخل تساوي صفرا ولا وجود لاي تدخل ايراني في صناعة القرارات العراقية”، فعليه أن يعلم بأن کلامه هذا لايختلف إطلاقا عن کلام الانظمة الديکتاتورية التە تزعم بأن الشعب يؤيد النظام بصورة مطلقة! ذلك إن النظام الايراني ومن خلال أعلى سلطة فيه و المتمثل بالمرشد الاعلى للنظام و باقي القادة و المسؤولين يتفاخرون دوما بدورهم و نفوذهم و تأثيرهم في العراق، ويکفي أن نشير الى دور”سئ الصيت”قاسم سليماني في العراق و تنقله بحرية هنا و هناك بهدف ترتيب الامور بما يتفق و يتلائم مع المصالح الايرانية.
هذا التصريح الغريب و الفريد من نوعه و الذي يعتبر صادما من نواح مختلفة، يأتي في وقت تدل فيه کافة المعطيات على إن السبب الاکبر لتردي الاوضاع في العراق و إتجاهها من سئ الى أسوء، هو النفوذ الايراني الذي يتدخل في کل صغيرة و کبيرة، بل وإن العبادي بنفسه يخضع لضغوط أمريکية ـ أوربية من أجل تحديد التدخلات الايرانية في العراق و الوقوف بوجهها، وحتى إنه قد تزايدت الانتقادات کثيرا بسبب إشراك ميليشيات الحشد الشعبي في الانتخابات العراقية المقبلة حيث أکدت مختلف الاوساط السياسية و الاستخبارية بأن طهران وراء ذلك خصوصا بعد أن صار تحديد النفوذ الايراني في العراق مطلبا إقليميا و دوليا، ويبدو واضحا إن طهران تريد أن تجعل من نفوذها الميليشياوي في العراق قوة سياسية ذات تأثير في رسم سياسات العراق.
ليس هناك من شئ أسوء من النفوذ الايراني في العراق، حيث سبق وأن وصفته زعيمة المعارضة الايرانية بأن”نفوذ نظام الملالي في العراق أخطر مائة مرة من القنبلة الذرية”، خصوصا من حيث تأثيراتها السلبية على السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة بصورة عامة و العراق بصورة خاصة، وإن العبادي عندما يطلق هکذا تصريح مجاف للحقيقة فکأنه يريد و بصورة واضحة التغطية عليه، ومن يدري، لعلها من أجل کسب دعم طهران من أجل إعادة إنتخابه لولاية ثانية!