23 ديسمبر، 2024 2:53 م

هل ندع اللصوص يكتبون تاريخ العراق‎

هل ندع اللصوص يكتبون تاريخ العراق‎

 لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها  (محمد صلى الله عليه واله وسلم ) في عراقنا الجريح وفي التاريخ الحديث بدأت بشكل ملموس ظاهرة السرقة العامة ان صح التعبير ففي عام 1941 عام الفرهود على اليهود العراقيين بسبب تأثير الافكار النازية على التيار القومي الذي تنامى في تلك الفترة بسبب كره المواطنين للاحتال البريطاني ونظرتهم القاصرة وتصورهم ان النازية هي خير من المحتلين الانكليز كما انتقلت كراهية اليهود من قبل النازيين الى القومين العرب وقسم من المسلمين متأثرين بالعاطفة الدينية فكانت البداية لما خططت له  الصهيونية العالمية لتهجير يهود العراق الى فلسطين ومنهم من كان يراوده حلم دولة اسرائيل ومنهم من لم يفكر يوما بمغادرة الوطن العراقي لان وطنيته تفوق عقيدته الدينية ولازال  الكثيرمنهم ياخذهم الحنين للعوده وحتى في وجودهم هناك لا زالوا متمسكين بالعادات والتقاليد العراقية وحتى التراث الفني والغنائي والاطعمة وغيرها يتبعهم اولادهم واحفادهم في ذلك وعودة الى الفرهود الذي ذهب السراق الى التغني به منها ( حلو الفرهود كون يصير يوميه ) وقد ساعدت السلطات الامنية او غضت النظر عما حصل او ساعدت عليه وحينما فرضت السلطات الامنية القانون والنظام اختفت هذه الظاهرة ولم تظهر الا بعد الحرب العراقية الايرانية حين قام بعض ضعاف النفوس بسرقت ممتلكات سكان مدن عربستان الذين تربطنا بهم وشائج قومية ودينية والتناسب والتصاهر وتدمير المساكن والممتلكات واعيدت الصورة بعد غزو الكويت حيث جرى ما جرى من سرقات او صفقات تجارية بين البعض من العراقيين مع وكلاء او مدراء اعمال الملاك والتجار الكويتيين في بيع السلع والمواد باسعار تافهة لاتساوي قيمة تذكر من اسعارها الحقيقية وفعلت الاجهزة الحكومية الفعلة ذاتها ودفع عموم الشعب العراقي ثمن ذلك بتعويضات خيالية تخلو من اي شرف او ضمير … حدث ذلك مجددا بعد دخول قوات الغزو الامريكي للعراق فقامت تلك الزمر الظالة بسرقة البنوك والمتاحف ودوائر الدولة بل وصل الامر الى سرقة الادوية والمعدات الطبية بما فيها اسرة المرضى الراقدين عليها في المستشفيات والقائهم في الارض اضافة الى الحرق والتدمير للكثير من المنشاّت الحكومية وهاهي الصورة تتكرر في بلادنا بشكل يفوق الخيال فألاف المسؤلين سرقوا اموال بارقام خيالية ورحلت الى بلدان اخرى ودون متابعة او قصاص اما الدوائر والمؤسسات المدنية والعسكرية فحدث عنها ولاحرج ومن لا يسرق اموال الدولة فانه تفنن في سرقة اموال المواطن من خلال اجباره على دفع الرشوة او ابتزازه بالخطف والتهديد والوعيد وبعد دخول داعش ومن خلال العمليات العسكرية تتكرر الصورة بشكل يدمي القلب حيث ابناء البلد يسرق بعضهم بعضا وتدمر الممتلكات الاهلية والحكومية , هذا ونحن نسمي انفسنا مسلمين متمسكين بديننا فهل من الاسلام في شيء من هذا وهل قيمنا العشائرية والاجتماعية ان نبيح لانفسنا تحليل الحرام وتحريم الحلال وهل نحن حقا نتبع نبينا الكريم واهل بيته الاطهار ام اصبح شعارا نضلل به البسطاء من اجل البقاء على العروش اطول فترة نسرق ونقتل ونحرق بأسم العقيدة والدين والعقيدة والدين براء من كل سارق ومجرم بحق ابناء جلدته ان هذه الشلل لاتمثل الا نسبة ضئيلة اذا ماقيست بحجم الشعب العراقي الطيب المسالم الكريم الابي النفس ذو القيم والاخلاق العالية وهل اصبحنا حكومة وشعبا عاجزين عن الاجهاز على السراق والمجرمين وندعهم يكتبون تاريخنا امام العالم بأننا شعب من اللصوص والقتلة والمجرمين انه صراع بين الحق والباطل ولايمنح الحق امثال هؤلاء وانما ينتزع من خلال تطبيق العدالة التي ارادها لنا ديننا الحنيف ونبينا الكريم ان نقطع  ايدي هؤلاء ونكتب تاريخنا بأيدي الكرام البررة الذين يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة.