18 ديسمبر، 2024 10:09 م

هل نحن مع الرّوس أم مع الأمريكان .؟!

هل نحن مع الرّوس أم مع الأمريكان .؟!

طبعاً وقطعاً فالضمير ” نحن ” في العنوان اعلاه , لا يعنينا كجماهير واعلاميين وسوانا من الغالبية العظمى والقصوى للشرائح الأجتماعية , وانّما يتعلّق ويقتصر على الدولة او الحكومة التي نسَجها او صنعها ما يُعرف بالإطار التنسيقي ..
ليس تبنّي الحياد مطلوباً على الدوام في الأزمات الدولية , وإنما بما يتناغم مع متطلبات المصالح الستراتيجة القريبة والبعيدة المدى للبلد بجانب المصلحة الأقتصادية , والأمر يكتسي ويتغلّف بصعابٍ مضاعفة بالنسبة الى العراق وبما يرتبط بتركيبة نظام الحكم التي تتحكّم فيها مراكز القوى والأحزاب الدينية والفصائل المسلحة .
في فوضى الإعلام العارمة في الميديا والسوشيال ميديا العراقية وبضمنها ” قناة الحرّة ” , وكأنها فوضى مخططة ومرسومة بعناية .! وبقدر تعلّق الأمر بالقرار الدولي للأمم المتحدة بالتصويت بالضد على الهجوم الروسي على اوكرانيا والمطالبة بالإنسحاب الفوري ! من الأراضي الأوكرانية , فهنالك عدد من المواقع الإخبارية – الألكترونية تنقل موقف العراق من ذلك بصيغتين مختلفتين ومتناقضتين , حيث بعضها يؤكد ويشدد أنّ العراق قد صوّتَ الى جانب القرار والذي بأغلبية 141 دولة , وعارضته 5 دولٍ , بينما إمتنعت 35 دولة عن التصويت . وفي المقابل فمواقع إخبارية اخرى نقلت أنّ العراق كان من ضمن ال 35 دولة التي امتنعت عن التصويت لصالح القرار , ولم نسمع ولم نقرأ أيّ خبرٍ يفيد أنّ الحكومة او الخارجية العراقية قد عارضت او صوّتت بالضد من القرار .!
بإختزال ودونما استرسال فما موقف الذين يطالبون بترحيل حتى المدربين والمستشارين الأمريكان من الأراضي العراقية , من كلّ ذلك او حتى لكلا الصيغتين المتناقضتين لهذا الخبر – الحدث , وتقتضي الأمانة الصحفية وغير الصحفية أن ننقل او نشير بأنّ احدى الفصائل المسلحة ” ذات الوزن الثقيل ” قد انتقدت بشدة انفراد الخارجية العراقية بأتخاد وتبنّي قراراتٍ تصبّ لمصلحة الأمريكان .
ثُمَّ , وإذ لا نعبّر” هنا ” عن ايّ موقف لنا لما احتضنته وضمّته الى صدرها كلمات وجُمل هذهنّ الأسطر , فنشير او نعيد الإشارة الى تركيبة نظام الحكم غير المتجانسة في العراقي التي تقضي او تُلزم أن يكونا كلا رئيس الجمهورية ووزير الخارجية من اقليم كردستان ومن الشّق الرئيسي المؤيّد للأمريكان تحديدا , خلافاً وتضادّاً حاداً لأحزاب الإسلام السياسي المنتمية لأيران , وبالرغم من ثقلها النوعي والكمّي او المدني والمسلّح , أمّا مؤدّى هذه التباينات فهو التحالفات غير المتوازنة لإفتراش السلطة , وهذه حقيقة يدركوها بسطاء الناس وبمن فيهم اصحاب البسطات .!
واينَ تكمن مصلحة العراق بين ساقي روسيا وامريكا .!