23 ديسمبر، 2024 12:18 ص

هل نحن بحاجه الى فلسفه تربويه تواكب الحاله الديمقراطيه في البلد ؟؟؟؟

هل نحن بحاجه الى فلسفه تربويه تواكب الحاله الديمقراطيه في البلد ؟؟؟؟

عانى العراق من انظمه شموليه متتاليه على امتداد عقود من الزمن , وكان كل نظام يستلم السلطه في البلد يلقي بظلال اجنداته السياسيه على جوانب التربيه والتعليم للامساك بزمام السلطه لاطول فتره ممكنه لما لها من اهميه كبرى وتاْثير هائل على افكار الناشئه والشباب ولضمان استمالتهم الى صف النظام الحاكم … ولم يكن الاهتمام يتوجه الى احداث ثوره ثقافيه بناءه تهدف الى ترسيخ دعائم فلسفه تربويه رصينه تصمد امام المتغيرات السياسيه والتي تؤثر سلبا على نظام التربية والتعليم في بلد متعدد الاطياف والمكونات والتي تمتازكل منها بخصوصياتها الثابته والتي تميزها عن بقية المكونات الاخرى , اضافة لكل ماذكر فان العراق قد خاض منذ منتصف سبعينيات القرن المنصرم وحتى يوم سقوط النظام السابق حروبا متواليه ابتداءا من المعارك الداخليه في اقليم كوردستان ومرورا بحرب السنوات الثمانيه مع ايران ومن ثم غزو الجاره الصغيره الكويت وتداعيات ذلك الغزو التي ادت الى حرب اخرى شنت لتحرير الكويت ومن ثم الحرب الاخيره التي قصمت ظهر النظام البائد الى الابد ,,, كل تلك الحروب اثرت وبشكل كبير جدا على عملية التربيه والتعليم في البلد الى الحد الذي قررت فيه منظمة اليونسكو الامميه الى عدم الاعتراف بالمستويات والشهادات الدراسيه التي تصدر من مدارس ومعاهد وجامعات العراق لعدم استيفائها للشروط والوحدات الدراسيه المعمول بها دوليا ….
كما ادت حالة الحصار الاقتصادي التي جاءت كنتيجه حتميه لغزو الكويت والتي استمرت لثلاثة عشر عاما الى تدمير التربيه والتعليم بصوره كارثيه وايصالها لحاله يرثى لها …..
وكان الامل الذي لاح في الافق بعد سقوط النظام البائد في نيسان 2003م بادره جيده لاصلاح النظام التربوي في العراق ولكن ذلك الامل تعرض للاجهاض ايضا على الرغم من مضي 13 عاما على التغيير الحاصل في النظام السياسي للبلد ولا سيما وكما يعلم الجميع بان العراق الذي كان خاضعا لنظام ديكتاتوري شمولي على امتداد 35 سنه من الحروب والازمات المتتاليه لم تسنح له دول الجوار من استنشاق نسمات الحريه حتى توالت عليه الضربات المتتاليه من الجهات الاربعه ومن جميع دول جواره وعملوا على ادخاله في حرب سريه غير معلنه بارسالهم الارهابيين لتدمير بناه التحتيه وتمويلهم بالمال والسلاح والعتاد والسيارات المفخخه لخلق حاله من الفوضى المستمره والهائه عن التفكير في كل مايهم نهوضه من جديد والوقوف على قدميه من جديد ولا سيما في مجال التربيه والتعليم وفي جميع المجالات الاخرى المهمه …
وكان اخطر ما تعرض له هو هجوم داعش الواسع في 2014م والذي كاد ان يطيح به الى الابد لولا الوقفه الشجاعه للمرجعيه الرشيده الصابره باعلانها الجهاد الكفائي حفاظا على البلد ووحدة ترابه ومقدساته وثرواته وحرائره حيث لبى الشباب العراقي المجاهد ذلك النداء التاريخي وتصدى للهجمه الشرسه واوقف تقدم الوباء الداعشي وتدميره وملاحقته ولايزال حتى القضاء المبرم عليه وارجاعه الى الجحور التي انطلق منها ….
ان مرحلة مابعد القضاء على داعش تستوجب حاله من النفير العام لاحداث ثوره ثقافيه في البلد وبناء نظام تعليمي جديد وفق فلسفه تربويه جديده ورصينه يكون اساسها حب العراق وتطويره وانتشاله من حالة الخراب التي احدثها الغزو الداعشي المغولي التتري….
والعمل على انعاش اواصر شدة الورد العراقيه الزاهيه والتي سقاها الشباب المجاهد بدمائهم الزكيه ومن كل الاطياف والمكونات التي آمنت بالتغيير والديمقراطيه وليعلم من لايعلم بان شجرة الحريه لا ولن تزهو وتبقى مزدهره الا بالدماء الزاكيه الطاهره …..
كل الوفاء والتقدير لدماء شهداء العراق الابرار الذين اوقفوا بدمائهم الطاهره اشرس هجمه تتريه مغوليه داعشيه في القرن الحادي والعشرين …..
اذن يمكن القول : نعم بامكاننا ان نبني فلسفه تربويه حديثه تواكب التغييرات الديمقراطيه التي حميناها بالدماء الزاكيه ونحن اهل لها …..