19 ديسمبر، 2024 1:35 ص

هل نحن بحاجة لاعادة الخدمة الإلزامية؟

هل نحن بحاجة لاعادة الخدمة الإلزامية؟

الخدمة العسكرية مصنع رجال بمعنى الكلمة؛ لأنها تصنع في داخل الشاب روح القوة والشجاعة والانضباط الخلقي.
هذا ما شاهدته عند أداء الخدمة العسكرية بعد التخرج، وكان في عام ١٩٨٦، وكانت الحرب العراقية الإيرانية انا ذاك، كنا في مدرسة الطبابة العسكرية، ولا نعي شئ من العسكرية! اول شئ بدأ يتغير في داخلنا كيف تحافظ على هندامك، وقيافتك العسكرية، كيف تتحرك أثناء المسير، كيف تتكلم مع من هم أعلى منك؛ كل هذه الأمور تجعل في نفسك حالة الالتزام والانضباط، وعندما تتأخر بعض الشئ عن الواجب، أو تتغيب ليوم أو ساعة، تقدم مذنب للأمر بطريقة لها وقعها العسكري الخاص؛ كان العريف له هيبة في الوحدة العسكرية، ويفرض إرادته على فصيل كامل بقوة القانون الذي يحمله، كل هذه الحركات تصنع رجال لهم هيبة، أين ذلك القانون اليوم؟ لانجده في الوحدات العسكرية! ولا في وزارة الداخلية! نرى كل شي تغير أصبح الجندي يقف بوجه أعلى رتبة ويناقش بلسان حاذق! أين عبارة ( نفذ ثم ناقش)؟ أين الاحترام الذي كان يقف الجندي امام اقل مرتبه وهو يردد كلمة ( نعم سيدي)؟ تحول بلدي إلى ضياع، بضياع القانون
يزداد المنا عندما نسمع ونشاهد برنامج على أحدى الفضائيات اسمه المواجهة، واسمع النقاش على لسان أعضاء برلمان، وسياسيون وهم يتحدثون ويقولون إن رئيس الوزراء، أو الوزير الفلاني لا يستطيع أن يفعل شئ !! يا ترى من الذي يستطيع أن يفعل إذا؟ هل الموظف العادي هو من يتحكم في مبنى الوزارة؟ وكثير من الأسئلة التي لم نجد لها جواب ! أين القوانين التي كانت تحكم العراق؟ هل تغيرت القوانين بتغير النظام؟ هذا محال لان كل الدول تتعرض لانقلابات وتغير في الحكم لم نجد تغير في القانون؛ ولا في السلوك، ولا في الأخلاق، لكن نرى كل شئ تغير في بلادنا، أصبح القانون غائب! الشارع مزدحم والمخالفات جمة، الأرصفة معطلة، الرقيب مفقود، الكل يعمل كأنه أسقاط فرض! ولما تسأل عن شئ يقول: أنا شعلية!
أين أجد ضالتنا وقد ضاعت في بلادنا؟ حياتنا هي من خير بلادنا،
لاحياة ولا إصلاح بغير وطني، ولا وطن لنا بغير الوحدة تحت راية الله أكبر التي خطت على سارية العراق،
فهل يعاد النظر في إعادة الخدمة الإلزامية؟ لأنها هي من تقضي على كل الشوائب التي تسود المجتمع، وبالخصوص الشباب الذي أصبح يقلد، ويخرج عن طوره الديني ، والعشائري، بسب الانفتاح الجديد، حتى أصبح الشاب يعمل ويتصرف بطريقة مغايرة للقانون البشري، بسبب الفراغ الذي ملئ كل فكره، خدمة العلم الإلزامية هي من تعيد قوة وشخصية الشاب ،لأنها تصنع عنده روح الرجولة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات