العهر السياسي والطعن المستمر في خاصرة المجتمع وتدني الخدمات هواجس خوف من غدا مجهول جعلت المواطن يتخبط في البحث عن بديل ,ذهب الى التاريخ الذي يوثق كل المواقف واختار شخصية قلقة بمواقفها وسلوكها عسى ان نستفز الحاضر و تحرك بقايا الضمير لينصف الجياع .
انها ” حسنة ملص ” الشخصية المثيرة للجدل بسلوكيتها ومواقفها والتي ظلت محفورة في ذاكرة العراقيين وأصبحت فزاعة يخاف منها الكثير ويستنكف البعض من المقارنة بها, أثبتت حضورها وموقفها في التاريخ الحديث عندما مر البلد بظروف صعبة نتيجة فيضان نهر دجلة الذي ضرب مدينتها والمناطق المحيطة بها بات الناس حينها يعيشون في العراء بعد ان أتلفت ممتلكاتهم ومساكنهم يعيشون في ظروف صعبة لا يحسدون عليها أشبه بما يجري في الوقت الحاضر,فكان لحسنة موقف مشرف بهذا المشهد, قامت بتوزيع أموالها الخاصة والأطعمة بعيدا عن التصوير و الدعاية و قررت عدم أحياء الحفلات”متأثرة بمقولة الشاعر الايطالي”هيكو لامرتين” (عار على من يغني وروما تحترق) واعتذرت عن الدعوات التي وجهت لها من الخارج بسبب الظروف التي عصفت ببلدها, ترى لو قارنا موقف “حسنة ملص” والمواقف التي نشاهدها اليوم ممن يصدعون رؤؤس الفقراء بخطاباتهم وصراخهم والموازنات المهدورة,كل المعطيات تشير الى أننا سنحتاج إلى “حسنة ملص” أذا بقت الأمور على حالها,نتمنى أن لا نحتاج السيدة “حسنة ملص”.