17 نوفمبر، 2024 4:52 م
Search
Close this search box.

هل نجح مصطفى الكاظمي في قيادة الحوار الاستراتيجي؟

هل نجح مصطفى الكاظمي في قيادة الحوار الاستراتيجي؟

زيارة الكاظمي الى الولايات المتحدة بالغة الأهمية بسبب التحديات الداخلية والخارجية الكثيرة ,وتلبية لمتطلبات الشارع العراقي لتجاوز مفهوم دولة اشباح امنية وسياسية واقتصادية في العراق…

تناقلت وكالات الانباء أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي نجح في قيادة الحوار الاستراتيجي للحصول على انسحاب أمريكي من العراق خلال 3 سوات ,,وأضافت، أن “بغداد وواشنطن توصلتا إلى اتفاق على تشكيل فريق خاص لمناقشة آليات وتوقيتات إعادة انتشار قوات التحالف الدولي
وقال ترامب في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الكاظمي في واشنطن، ان” القوات الامريكية انسحبت بشكل كبير من العراق وبقي عدد قليل جداً من الجنودفيما اكد ” التزامه بخروج سريع لقوات التحالف الدولي على مدى ثلاث سنوات — واضاف ترامب ان” واشنطن تؤكد دعمها لعلاقات العراق مع دول الجوار وضرورة احترام سيادة العراق وتابع ان” واشنطن تؤكد مساندتها لخطط الكاظمي لإصلاح الاقتصاد العراقي”، معلناً” الكاظمي رجل أنسجم معه جداً- واشار ترامب الى” توقيع مذكرة تفاهم لدعم القطاع الصحي في العراق بين الحكومة العراقية مع واشنطن، كما اتفقت بغداد وواشنطن على تشكيل فريق خاص لمناقشة آليات وتوقيتات إعادة انتشار قوات التحالف الدولي – وهذا يدل بأن رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، تمكن من الحصول على قرار بانسحاب القوات الأميركية من العراق، خلال مفاوضات مع المسؤولين في الولايات المتحدة
من جانب اخر — قدمت الولايات المتحدة، وعداً للعراق بمساعدته ماليا بمبلغ 200 مليون دولار.وكشف الوفد العراقي عن عقود استثمارية في مجال الطاقة والنفط يتم توقيعها مع شركة شيفرون الامريكية وشركات اخرى لتنقيب النفط في جنوب العراق .وقال وزير المالية علي عبد الامير علاوي لوسائل اعلامية حكومية، إنه “تم توقيع ثلاث اتفاقيات مع الجانب الاميركي اولها مع وكالة التنمية الأمريكية USAID لإعادة برامجهم في العراق ودعم الاقتصاد العراقي خاصة في مجال التنمية الاجتماعية”، مبينا أن “الوكالة هي من أكبر المؤسسات التي أسهمت في عمليات إعادة إعمار العراق — واضاف أن “الاتفاق الثاني كان مع إحدى المؤسسات الحكومية الامريكية التي تدعم الاستثمارات المباشرة عن طريق اخذ حصص في مؤسسات شركات، بما فيها شركات عراقية وستكون مصدراً مهماً في تمويل المشاريع الكبيرة وفي ما يخص التوقيع الثالث اوضح علاوي أنه “تم مع شركة جي للتجهيزات الكهربائية لتمويل مشاريع كبرى في قطاع الكهرباء وستكون الاتفاقية مهمة لإعادة بناء قطاع الكهرباء وتوليد الطاقة في العراق”، لافتا الى ان “وكالة التنمية مع المؤسسة الامريكية لدعم الاستثمار ستقدم بحدود خمسة مليارات دولار وستكون على دفعات وستوجه نحو مشاريع انمائية لغرض تطوير الاقتصاد العراقيواكد الجانبان العراقي والامريكي، استمرار الحوارات لتطوير الجوانب الصحية والثقافية والطاقة، فضلا عن مذكرات تفاهم وتعاون في مجالات اخرى متعددة – كما بحث رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي، بمقر إقامته في واشنطن، ، مدير عام صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، والوفد المرافق لها أوجه التعاون بين العراق وصندوق النقد الدولي ,,وتم البحث ايضا في إمكانية عقد اتفاقية مع صندوق النقد الدولي، لدعم الاقتصاد العراقي، وتقليل حجم اعتماده على النفط، من خلال تأهيل القطاعات الأخرى وجعلها منافسة للقطاع النفطي بالشكل الذي يمكن عن طريقها امتصاص البطالة في البلاد.واكد الكاظمي أن العراق يتطلع الى العمل مع صندوق النقد الدولي لتحقيق الإصلاح الاقتصادي، وأن الحكومة على استعداد لتذليل كل العقبات التي تواجه عمل صندوق النقد الدولي في العراق
زيارة الكاظمي الى الولايات المتحدة بالغة الأهمية بسبب التحديات الداخلية والخارجية الكثيرة التي تتطلب من الكاظمي التعامل بحكمة وروية ، فهناك قوى سياسية تمثل مكونات اجتماعية ذات اكثرية عددية صوتت في البرلمان على اخراج القوات الامريكية وقوى سياسية تمتلك اكثر من 65% من الاراضي العراقية ترفض خروج هذه القوات بل انها تطالب رئيس الوزراء بضرورة ان يكون الحضور الامريكي في العراق أكثر لغرض اعمار المناطق المحررة ، وهنالك ايضا الشارع العراقي الباحث عن حقه في الحياة بمواجهة حيتان الفساد والذي يطالب بدعم دولي لاعادة اموال العراق المنهوبة ، فضلا عن الضغوط الايرانية الرافضة للوجود الامريكي في العراق لأنه يشكل تهديدا لأمنها القومي ، والاوضاع الاقتصادية التي تمثل تحديا اكبر للحكومة العراقية ،
نعتقد انه هنالك ثمة آراء ايجابية تجاه زيارة الكاظمي لواشنطن بسبب التاكيد على السيادة العراقية وانتقال العلاقات الأمنية من نموذج ( قواعد الاشتباك المشترك لمقاتلة داعش ) الى التدريب والتاهيل واعادة الانتشار خارج العراق لكن السؤال المطروح لمرحلة ما بعد زيارة واشنطن يمكن أن تظهر في ما اتفق عليه في الاعداد لانتخابات حزيران المقبل من خلال ضبط السلاح المنفلت ومكافحة الفساد السياسي لمنع استخدام كليهما في التاثير على هذه الانتخابات !! كما لا نخفي ان هناك آمالا عريضة معلقة على زيارة رئيس الوزراء الكاظمي، وماحصل عليه من وعود طالما حصل عليها آخرون قبله ممن زاروا واشنطن، ولكن كل ذلك مرهون بثقة الولايات المتحدة بالدولة العراقية التي تراها تغرد خارج السرب الأمريكي، وبالتالي فليس ممكنا توقع الأحسن من الإدارة الأمريكية، واشنطن ليست مؤسسة خيرية لمساعدة العراقيين ..بل دولة مؤسسات تتعامل اليوم مع دولة اشباح امنية وسياسية واقتصادية في العراق…ومطلوب من الكاظمي تكوين الحد الادنى المطلوب لدولة قادرة على انجاز انتخابات بمعايير مقبولة تمنع أموال الفساد السياسي والسلاح المنفلت من التاثير عليها
كما لا نخفي ان هناك آمالا عريضة معلقة على زيارة رئيس الوزراء الكاظمي، وماحصل عليه من وعود طالما حصل عليها آخرون قبله ممن زاروا واشنطن، ولكن كل ذلك مرهون بثقة الولايات المتحدة بالدولة العراقية التي تراها تغرد خارج السرب الأمريكي، وبالتالي فليس ممكنا توقع الأحسن من الإدارة الأمريكية،
بلا شك ان العلاقات الدولية تقوم على اساس المصالح المشتركة , وعلى السياسيين العراقيين ان يفهموا جيدا حقيقتين – اولها ان الولايات المتحدة دولة عظمى ونحن بحاجة ماسة لها في الظرف الحالي عسكريا واقتصاديا وسياسيا,,والامر الاخر يتمنى العراقيون الذي ملوا الحروب والحصارات الأمريكية، والفساد، والنزاعات، والفوضى، ويبحثون عن بصيص أمل حتى لو جاء من ترامب الذي يفكر أن يفوز، ويعزز مكاسبه الإنتخابية بتصريحات رنانة، فهو يريد الفوز، والكاظمي يريد تقوية حضوره في العراق، والعراقيون يريدون الكهرباء والماء، والخدمات، ومحاربة الفساد، وان يروا وطنهم كما هي البلدان التي يسافرون إليها، فيندهشون لما يرون فيها من عمران، ونظافة، وحياة، وتقدم، مشيرا الى ان هنالك شيئا بمقدور الكاظمي إستثماره لصالحه، ولصالح شعبه، ليبعد عنه الحرج، والمتمثل بوعد ترامب بسحب مابقي من قوات قليلة في العراق، وهو مطلب خصوم الكاظمي قبل مناصريه ,,وللتأكيد ان نتائج زيارة الكاظمي للولايات المتحدة ايجابية وواعدة طالما اقتنع الامريكان بأن علاقتهما بالعراق هي علاقة قائمة على أساس الشراكة والندية ، وقد اثمرت عن اتفاقيات وعقود في مجال الطاقة ودعم للأقتصاد عن طريق تنمية القطاع الخاص فضلا عن احترام سيادة العراق وقرارات الحكومة والبرلمان العراقيين مع دعم الانتخابات المبكرة وحرية التعبير والصحافة وتقديم المسؤولين عن قتل المتظاهرين للعدالة ، مشيرا الى حاجة العراق لهذه الشراكة في مثل هذا الظرف الذي يمر به
ويبقى السؤال المطروح \ هل يمكن استعادة العراق كدولة ذات سيادة قادرة على لعب دور إيجابي في المنطقة بدل أن تكون مجرّد مستعمرة إيرانية؟حيث سعى الكاظمي في واشنطن إلى التأسيس لوضع قانوني يحدد في إطاره مستقبل العلاقات الأميركية – العراقية ,,

 

أحدث المقالات