19 ديسمبر، 2024 2:03 ص

لكي نغيّر يجب أن نتغير , أي أن نتحول إلى حالة متفقة والإرادة والطموح والتطلع.

فلا تتحقق الأهداف من دون طاقات مؤهلة لإنجازها, ولكي نستحضرها لابد لنا أن نتغير.

فالأرض لكي تُزرع لا بد أن تُفلح فتحرث وتسمّد وتبذر وتروى وترعى , وبعد كل هذا الجهد يتحقق الوصول إلى جني المحاصيل من البذور المزروعة.

ولا يمكن نثر البذور فوق التراب والتوهم بأنها ستنبت من غير إعداد وتحضير وتغيير لوجه الأرض.

تلك حقائق التفاعلات الحاصلة في عالمنا ومنذ الأزل.

وعندما ننظر للإنتخابات وواقع الحال , نتساءل هل يمكننا أن نغيره للأفضل؟
ونتساءل كيف يكون ذلك؟

نجد الأجوبة تتفق على الذهاب لصناديق الإقتراع.

وقلة نادرة من الأقلام تبحث في أن علينا أن نتغيّر أولا , أن نستصلح أعماقنا النفسية ونحرثها ونجعلها تتنفس هواء العصر , ومن ثم نبذرها بالمحبة والأخوة والألفة والصدق والإيمان , وحب الوطن ورفع راية الإنسان المواطن , وإعلاء شأن المواطنة.

وهذه بعض البذور التي يجب أن تنبت في تربة أعماقنا , لكي نحقق التغيير الصالح ونبني المستقبل الأفضل.

أما القول بالذهاب إلى صناديق الإقتراع بنفوس تحتشد بالبذور السلبية والتطلعات القاسية , فهذا يعني أننا نزيد الواقع تعقيدا والطين بلة.

فالتفاعلات السلبية تنجب ما يتفق معها , وما فينا ينعكس على الواقع من حولنا , ومهما توهمنا فلن تلد الإنتخابات ما هو أفضل وأقدر على المشاركة في صناعة الحياة اللائقة بالإنسان المعاصر , ذلك أن ما يعتمل في الأعماق الجمعية إنما يشير إلى إتجاهات مغايرة تماما ومتعارضة مع الصيرورة المثلى والعطاء الأصلح.

فهل سنتغير حقا لكي نغيّر الحاضر والمستقبل؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات