23 ديسمبر، 2024 4:30 ص

هل نتحرّش بأسرائيل !

هل نتحرّش بأسرائيل !

لا ادري , ولعلّهُ لا أحدَ يدري , لماذا لم تقم الولايات المتحدة قبل غزو عام  2003 بتأهيل وتدريب ساسة السلطة الذين يتحكّمون بمقدّرات البلاد اليوم , بعد أن التقتطهم وجمّعتهم المخابرات الأمريكية من شتى المنافي , دونما إدخالهم في دوراتٍ او ” كورسات ” للتدريب على اصول القيادة وادارة السلطة , واجلستهم فوراً على عرش العراق , ليغدو العراق بما غدا عليه .! , ورُبَّ قائلٍ يقول أنّ هدف الأمريكان هو تمزيق اوصال العراق وحتى تغيير هذا الجيل على مراحلٍ وبتدرّج وبمختلف وسائل التغيير .! , ولسنا ضدّ هذا الرأي , انّما جلياً يبدو وكأنّ < السحرَ انقلبَ على السَحرة > , وتنكّروا هؤلاء الساسة لنعمة الأمريكان وما انفقوه عليهم , واستبدلوا الولاءَ بولاءٍ آخرٍ نحو الجارة الشرقية .!

تارةً ” ولأكثرِ من مرّة يخرج ويطلّ علينا أحد هؤلاء الساسة وسواه كذلك من رجال الدين ليطالب اسرائيل بدفع تعويضاتٍ للعراق عن تدميرها للمفاعل النووي العراقي في السابع من حزيران \ يونيو عام 1981 , وكأنّ العراق لم يقصف اسرائيل بِ 39 صاروخ ارض – ارض استهدفت عدة مدن واهداف اسرائيلية , وكأننا نشكر حكومة تل ابيب على عدم مطالبتها العراق بدفع تلك التعويضات .!

ونهار امس ادلى وزير الخارجية السيد محمد علي الحكيم بتصريحٍ غريبٍ مفادهُ أنّ العراق يعارض قيام اسرائيل بالمشاركة في تأمين حرية الملاحة في الخليج ” والمقصود طبعاً معارضة قدوم قطع من البحرية الأسرائيلية ” الى مياه الخليج , < وبالرغم مما اشرنا اليه في احدى مقالاتنا بهذا الشأن خلال الأيام القلائل الماضية > , ولكن اين كانَ وزير الخارجية منذ اكثر من اسبوع حين جرى طرح الموضوع الأسرائيلي في الإعلام .! , ولماذا تذكّر الوزير ذلك يوم امس تحديداً وليس قبله .! , هل ستعود السفن الحربية الصهيونية ادراجها وهي في منتصف الطريق او بالقرب من حافّات الخليج , راجعةً الى قواعدها البحرية في اسرائيل , جرّاء تصريح الوزير العراقي .! , الأنكى من الأنكى هو عدم صدور اي قرار رسمي من تل ابيب في المشاركة بتأمين الملاحة في هذه المنطقة , ولا حتى عدم صدور اي تعليق من الخارجية او وزارة الدفاع الأسرائيلية على هذه التسريبات الصحفية المفتعلة لغاية في نفسِ يعقوب اوJacob , ثُمّ لو افترضنا فرضاً قدوم البوارج الأسرائيلية لهذا الهدف , فأنها يقيناً ستكون ضمن حشدٍ بحريٍ مع البحرية البريطانية او الدول الأوربية المشاركة في ذلك التحشّد , وحتى لو اعترضت كافة دول الخليج العربي السّت ومعها ايران , فما الذي يمنع ويردع تل ابيب على عدم المشاركة المفترضة , وسيّما انها في مهمةٍ افتراضيةٍ دفاعية , وليست لأغراض الهجوم على ايّ دولة .

التصريح المتأخّر جداً لوزير الخارجية ” والذي لا ندّعي ولا نزعم أنه جاء بأملاءاتٍ من دولةٍ خارجية ” فالعراق دولةٌ لها سيادة حسبما مفترض .! , فهذا الأعلان العراقي يفتقد الحدود الدنيا لفنّ وعلم الدبلوماسية , وبما فيها الدبلوماسية المفقودة او المؤودة .!